أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا يحمل دلالات استراتيجية مهمة، خاصة في ظل تطورات المشهدين الإفريقي والدولي، مشيرًا إلى أن جنوب إفريقيا كانت الدولة التي تقدمت بالدعوى القضائية ضد إسرائيل أمام محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، وهو ما يعكس تقاربًا واضحًا في المواقف بين القاهرة وبريتوريا تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الفترة الأخيرة شهدت نقلة نوعية في العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا، لا سيما بعد إطلاق مبادرة "طريق القاهرة – كيب تاون" التي تستهدف تعزيز التجارة البينية بين دول القارة، مؤكدًا أن التعاون بين أكبر قوتين إفريقيتين — مصر وجنوب إفريقيا يمكن أن يشكل محور قوة حقيقي داخل القارة، بما يحقق التكامل في الموارد والإمكانات. وأشار إلى أن مصر تمتلك قوة بشرية هائلة وخبرة في مجالات البنية التحتية والطاقة والتعدين، بينما تمتلك جنوب إفريقيا ثروات معدنية ضخمة وخبرات صناعية متقدمة، ومن ثم فإن التكامل بين الجانبين سيُحدث فارقًا استراتيجيًا كبيرًا في مستقبل التنمية الإفريقية. وأضاف خبير العلاقات الدولية أن انضمام مصر إلى تجمع "البريكس"، بدعم من جنوب إفريقيا، أسهم في تعميق أواصر التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين، خصوصًا بعد توجه دول التجمع نحو التعامل بالعملات المحلية لتقليل الاعتماد على الدولار في التبادل التجاري. وأكد العزبي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وجنوب إفريقيا يشهد نموًا مستمرًا، وهو ما يعزز فرص إقامة شراكات استثمارية كبرى خلال المرحلة المقبلة في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة الخضراء. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد الدكتور العزبي على أن مصر لعبت الدور الأبرز في تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال تحركات سياسية ودبلوماسية متوازنة، لافتًا إلى أن القاهرة تعمل بكل جهد على ضمان استقرار الهدنة واستكمال المفاوضات الخاصة بمرحلة إعادة الإعمار. واختتم خبير العلاقات الدولية حديثه بالتأكيد على أن القيادة المصرية تواصل أداء دورها التاريخي في دعم القضايا العربية والإفريقية، انطلاقًا من رؤية متكاملة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المشتركة على مستوى القارة.