قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بتفقد مشروع ترميم وإحياء قصر السلطان حسين كامل وتحويله لمجمع للإبداع الرقمي وريادة الأعمال، يرافقه وزراء: السياحة والآثار، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والتنمية المحلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع الأعمال العام، ومحافظ القاهرة، ومسئولو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أنه يتم تنفيذ خطة لإنشاء 15 مركز إبداع رقمي في عدد من المحافظات على ثلاث مراحل؛ وتضم المرحلة الأولى إقامة خمسة مراكز في كل من المنصورة، والمنوفية، والمنيا، وسوهاج، وجنوب الوادي بقنا؛ فيما تتضمن المرحلة الثانية إنشاء مركز في كل من الإسماعيلية، وأسوان، والقاهرة، والجيزة، والعاصمة الإدارية الجديدة؛ وجار تخطيط المرحلة الثالثة من المشروع لإطلاق المراكز في محافظات إضافية، حيث تم توقيع بروتوكولات تعاون مع جامعات: بنها والفيوم والزقازيق لإنشاء مراكز إبداع رقمي بها. من جانبه، تطرق وزير السياحة والآثار إلى الخلفية التاريخية لقصر السلطان حسين كامل، موضحا أنه من أول المنشآت التي أقيمت بمصر الجديدة، فقد تم وضع الرسومات الهندسية الخاصة به عام 1908م باسم الأمير حسين قبل توليه السلطنة والموقعة من المهندس المعماري، ألكسندر مارسيل، وقام الأمير بشرائه من شركة سكك حديد وواحات عين شمس (مصر الجديدة للإسكان والتعمير حاليًا ) بالتقسيط وبعد وفاته انتقل لزوجته السلطانة ملك بناءً على عقد بينها وبين الشركة، ثم فسخ العقد ليعود القصر إلى ملكية الشركة وتصبح السلطانة ملك مؤجرة له وليست مالكة. وأضاف أن المساحة الكلية للقصر تأخذ شكل مثلث محاط بشارع الثورة حاليًا (السلطان حسين سابقًا) وشارع العروبة (فؤاد الأول سابقًا) وشارع نزيه خليفة (الجنرال البارون إمبان)، مشيرا إلى أن القصر كان محاطا بحديقة يحدها سور ذو أشغال معدنية مازال متبقيا بعض أجزائه، وكذلك مدخلين احدهما رئيسي على شارع العروبة، والآخر فرعي على شارع نزيه خليفة بالقرب من الملحق الخدمي. وتابع الوزير: تنقسم المنشآت داخل القصر إلى المبنى الرئيسي في الشرق، وكان الجزء الخدمي بالغرب يتكون من أسطبل وجراج ويعلو ذلك حجرات سكنية للخدم ومازال متواجدا أحد تلك المباني، ويتكون الجزء السكنى الرئيسي من ثلاثة أجزاء متصلة هى القسم الأوسط الرئيسي والغربي بارتفاع بدروم وطابقين وكذلك جزء شرقي يمثل ملحق السلاملك. وأوضح الدكتور خالد العناني أن الطراز العام للقصر هو الطراز الإسلامي المستحدث؛ ذلك الطراز الذى ظهر بشكل كبير منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين وهو يتمثل في غطاء من العناصر والزخارف التي ترجع إلى العمارة التقليدية الإسلامية، ولكن بتخطيط أوروبي بعيدًا عن التخطيط المتوارث لدينا قبل القرن 19 م، وجاءت تسمية ذلك الطراز بالمستحدث مواكبة للحركة الأوروبية في تلك الفترة باستحداث الطرز الأوربية التاريخية كالباروك والنهضة والرومانسيك والقوطى المستحدث. وأضاف: تتجلى جمال العناصر المعمارية والزخرفية الإسلامية في الواجهات من أعمدة مقرنصة والعقود المدببة، والشُرفات ذو الأوراق النباتية، وكذلك نجد من الداخل المساحة الوسطى المركزية المتوجة من أعلى بقبة ذى زخارف نباتية وهندسية زخرفية مستوحاة من الفن الإسلامي مع الزخارف الكتابية القرآنية من سورة الفتح. وأشار إلى أنه على الرغم من أن الطراز العام للقصر يتبع الطراز الإسلامي المستحدث، توجد قاعات داخلية كقاعة الطعام وقاعة الاستقبال الرئيسية تتبع الطرز الكلاسيكية المستحدثة فيظهر بها الطرز الأيونية والزخارف الكلاسيكية المتنوعة كقرون الرخاء والسهم وأكاليل الغار إلى جانب الرسوم الخاصة بآلهة ربات الفنون التسع أبناء الاله زيوس وكذلك كيوبيد، فضلا عن رسوم لميدوذا وتمثال لفينوس. بدوره أشار مسئول الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى أن مسطح المشروع يبلغ 7525 م2، ويتكون من السور الخارجي، ومسطحات خضراء على مساحة 6039 م2، ومسرح خارجي، ومنطقة مطاعم، وغرف خدمات الكهرباء والتكييفات والطلمبات والمصعد، ويتم حاليا الانتهاء من أعمال إعادة الترميم.