نقابة العلوم الصحية: القانون يجيز سحب عينة التحاليل على الطبيب البشرى فقط عقب انتشار فيروس كورونا وتزايد معدلات الإصابة والوفاة سواء فى دول العالم أصبح أى مصاب بأعراض نزلة البرد أو ارتفاع فى درجة الحرارة أو حتى التهاب رئوى لا يتردد فى تشخيص نفسه بأنه مصاب ب«كورونا»، المثير فى الأمر هنا أن خوف وشك المصريين سرعان ما تحول إلى ما يمكن وصفه ب«الدجاجة التى تبيض ذهبًا» للبعض وتحديدًا معامل التحاليل الخاصة والتى اتخذت من هذا الوباء «سبوبة» لتحقيق مكاسب طائلة. ومن خلال جولة ل «الفجر» داخل معامل التحاليل الطبية فى مناطق مختلفة، اكتشفنا أن أغلب العاملين بتلك المعامل حاصلون على شهادات متوسطة وأحيانا بدون مؤهل، وتأكدنا من ذلك عندما طلبت محررة الفجر فرصة عمل لها بأكثر من معمل رغم أنها حاملة لشهادة الدبلوم أو الإعدادية لتلقى ترحيبا شديدا من بعض المعامل ومنهم من عرض عليها النزول فورًا للعمل. البداية كانت داخل أحد المعامل الشهيرة، وذكرت لنا موظفة الاستقبال أن إدارة المعمل تفضل تعيين الأقل سعرا ولا يهم المؤهل طالمًا لديه خبرة وسيتقاضى راتبًا أقل من خريجى كلية العلوم، مؤكدة أن عددًا كبيرًا من العاملين بفروع المعامل المختلفة يحملون شهادات متوسطة للقيام بمهام كيميائى تحاليل كسحب العينة والكشف عن نتائج العينة. وداخل أحد المعامل الشهيرة أيضا رحب مدير فرع دار السلام بالعمل لديه، رغم علمه أننى مؤهل متوسط، بشرط العمل على أخذ العينات المنزلية فقط، لأن التعيين داخل الفروع يقتصرعلى الحاصلين على العلوم الصحية، لكن يتم السماح للمؤهلات الأخرى أو أصحاب الخبرة دون مؤهل مؤخرًا بسحب عينات فى الزيارات المنزلية فقط. وأوضح موظف بأحد المعامل: «أن إدارة المعمل فى حاجة إلى أصحاب الخبرات بالمعامل، وليس شرطًا المؤهل، لأن المعمل متعاقد مع مستشفيات خاصة فى مناطق شعبية، وأهالى تلك المناطق شعارهم الخدمة بأقل سعر ممكن، بالتالى من الصعب توفير كيميائى التحاليل الذى لا يقل راتبه عن 4000 جنيه، مما يعادل راتب ثلاثة أو من غير حاصلين على مؤهل». فى أحد العقارات القديمة بمنطقة ناهيا ببولاق الدكرور وجدنا معملًا للتحاليل، وسألنا عن فرصة عمل داخله رغم حصولى على مؤهل متوسط، فأجابت فتاة ذات الثلاثين عاما: «مفيش مشكلة أنا معايا دبلوم تجارة لكن أفضل من أى دكتور»، موضحة أنها تقوم بجميع مهام أعمال الدكتور بالعيادة التى تعمل بها منذ 9 سنوات، كإجراء التحاليل الطبية وسحب العينة وكشف النتائج على جهاز التحاليل. وخلال جولتنا بالمعامل وجدنا معملًا فوق سطح منزل قديم بمنطقة بولاق الدكرور، يمتلكه شخص غير حاصل على أى مؤهل، لكن سكان المنطقة يطلقون عليه لقب «دكتور»، وبالنظر إلى المكان وجدت أنه لا يصلح به أى إجراء طبى. من جانبه أكد الدكتور أحمد الدبيكى، نقيب العلوم الصحية، أن النقابة تلقت العديد من البلاغات الخاصة بأضرار تعرض لها المرضى داخل معامل التحاليل، مشيرًا إلى أن هناك بلاغات عن أضرار صحية أدَّت إلى توُّرم اليد نتيجة الاستخدام الخطأ للسرنجة فى سحب عينة، وبلاغات أخرى كاختلاف نتائج التحاليل من معمل إلى آخر. وأضاف أن سحب العينة طبقًا لقانون المهن الطب لعام 1956، عبارة عن عملية مصغرة يقوم بها طبيب بشرى فقط على أن يكون حاصلا على ترخيص مزاولة المهنة. وتابع أن التخصصات الأخرى الذى سمح لها القانون بمزاولة بعض النتائج فى المعامل دون سحب عينة هم : الصيدلة - الزراعة قسم بيولوجيا - العلوم قسم كيمياء – علوم الصحية – الفنى الصحى، مستنكرا ما وصل به الحال داخل معامل التحاليل خاصة بعد انتشار فيروس كورونا واتجاه معظم المعامل إلى التعامل مع الأمر على أنه «سبوبة» فقط لتحقيق مكاسب طائلة.