القى البابا تاضروس الثانى، كلمته في الذكرى الخمسين لنياحة القديس كيرلس السادس، خلال القداس الالهى، بدير الشهيد مارمينا بكينج مريوط صباح اليوم. وجاء نص الكلمة:
هذا يوم بهيج من أيام كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، والتي نفرح فيها كما نصلي في القداس ونقول "من جيلٍ إلى جيل" نحتفل ونحن في اليوم الثاني للصوم المقدس باليوبيل الذهبي ومرور خمسين عامًا على نياحة البابا كيرلس السادس البطريرك 116، نحتفل في موضعه الذي أحبه وبذل فيه الكثير، في الكاتدرائية في دير الشهيد العظيم مارمينا التي شيدها لتكون شاهدًا على عظمة حياة القداسة، نحتفل جميعًا الآباء المطارنة والآباء الأساقفة وكل الآباء في محبة نيافة الأنبا كيرلس أفا مينا الأسقف ورئيس هذا الدير، ومحبة كل الرهبان في هذا الدير العامر، ولولا الإجراءات الاحترازية التي ترافق انتشار هذه الجائحة كنا وجدنا الآلاف في طرقات الدير احتفالًا بهذه المناسبة، التي بالحقيقة نحتفل بها في قلوبنا قبل أن نحتفل بها في كنيسة أو دير. وتابع البابا كيرلس ظاهرة روحية منيرة في تاريخ كنيستنا، والبابا كيرلس عندما استمعنا إلى سيرته في السنكسار وكيف أنه في سن 25 سنة اتجه للرهبنة ولم تكن أحوال الأديرة في ذلك الزمن مثل ما هي الآن، وترهب في دير البرموس في وادي النطرون ثم لظروف كثيرة وصل إلى منطقة الطاحونة بمصر القديمة وعاش فيها فترات كثيرة، وبدأ يخدم كل المتجهين إليه. واشاركان محبًا للطلبة والمغتربين الذين يأتون إلى القاهرة لأن المحافظات لم يكن فيها جامعات ولم تنشأ فيها بعد كليات، اختارت العناية الإلهية أن يكون هو البابا رقم 116 بعد فترة عاشتها الكنيسة في متاعب كثيرة سواء على مستوى الكنيسة أو الوطن، واختارته العناية الإلهية ليكون روح سلام في الكنيسة، بدأ حبريته بأن تكون أثيوبيا كنيسة ذاتيه غير مرتبطة بالكنيسة القبطية وصار هناك اتفاق أن تستقل الكنيسة الأثيوبية ومن يومها بدأ البطريرك الأول في أثيوبيا وحاليًا أبونا متياس البطريرك السادس. وبدأ البابا كيرلس في تعمير هذا المكان الذي أحبه وكنا نقرأ عن آثاره في الكتب، الله وضع في قلبه الاهتمام بهذه المنطقة، وعندما تمت سيامته بطريركًا كان عدد أعضاء المجمع المقدس 11 أسقفًا فقط وجميعهم داخل مصر ما عدا واحد في السودان وآخر في القدس وكان عدد الكنائس قليلًا، وبدأ البابا كيرلس كظاهرة جديدة في تاريخ الكنيسة وتجديد شباب الكنيسة. وختم نحن نشكر الله الذي أتى بنا لهذه الساعة المقدسة وأنه يوجد في كنيستنا هذا القديس العظيم ونطلب صلواته وشفاعته من أجلنا جميعًا، لكي ما يرافق طريقنا ويكمل مسيرة حياتنا ويعطينا أن نعيش ونتمتع بصداقة القديسين، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.