مرة ثانية وثالثة وألف اعتقد بأن طريق إصلاح التعليم الجامعي يبدأ من تطبيق القانون القائم ( رغم قصوره الشديد ) في بند استقلال الجامعة استقلال علمي ومالي وإداري !! مهما قال عبقري في وزارة التعليم العالي أو أي مسئول في الحكومة " السنية "التي احترم نشاطها واحترم قدراتها في عدة مناحي من العمل العام والتنفيذي في مصر – ولكنني لست مؤيداً لها أبداً في حقائب وزارية بعينها واختص بهذا المقال التعليم العالي والبحث العلمي!ّ! إن طموح أي وطني وأي مثقف وأي عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية هو أن تعود البسمة إلى وجوه المصريين بسماعهم أو قرائتهم لأي خبر مفرح خبر قادم من المحافل العلمية العالمية وليس الخير صادر من شارع القصر العيني من وزارة التعليم العالي ( المرتبكة ) منذ مجيئ الوزير الحالي لكرسي الوزارة !! نشتاق لخبر يقول أن جامعة القاهرة وجامعة عين شمس وجامعة الإسكندرية وجامعة حلوان احتلا المراكز الأولي في ترتيب الجامعات العالمية خبر يقول بأن طلاب عرب وأجانب على قائمة الانتظار لتسجيل أسماؤهم ضمن طلاب تلك الجامعات في أقسام علمية متميزة ننتظر خبر بأن بحوث في الطاقة وفي الزراعة وفي الطب وفي الهندسة اهتمت بها الدوائر العلمية العالمية !! وانتقلت مراكز الأخبار إلى تلك الأقسام العلمية لنقل أخبار الباحثين المصريين ونتائج بحوثهم !! نحلم بأن يعود أستاذ الجامعة للمدرج ولفناء الكلية ولمكتبة للتعايش مع طلابه ويمتزج مع أحلامهم نحلم بعودة الرحلات الجامعية في نهاية كل أسبوع مع رواد من أعضاء هيئات تدريس متفرغين للعملية التعليمية مع طلابهم سواء بالمعامل أو بالمدرجات أو حتي فى الرحلات العلمية بمواقع الانتاج ومواقع الخدمات وفي أرجاء المحروسة !! نحلم أن يعود أستاذ الجامعة في سن الستون والسبعون علامة مضيئة بين طلابه وزملائه يسترشدون بفكره وعلمه وأرائه في كل ما يعن الوطن من قضايا ومن رؤي للمستقبل !! نحلم بأن تستقر كل كلية في كل جامعة وتعتمد علي مواردها من ناتج جهد أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وطلابهم في الوحدات الإنتاجية ذات الطابع الخاص والذي ينص علي إنشائها وأنشطتها القانون الحالي لتنظيم الجامعات ( رغم انتهاء عمره الإفتراضي ) !! إن تسييس التعليم في الجامعات المصرية والذي بدأعام 1994 عصر الدكتور حسين كامل بهاء الدين ( عبقري التعليم العالي ) والذي تدهورت في عهده كل السبل التي كانت متاحة للنهوض بالتعليم حيث جاء بعد الدكتور أحمد فتحي سرور والدكتور مصطفي كمال حلمي جاء "مسيساً" لكل شرايين التعليم العالي واللي تحته فالغى تعديل قانون تنظيم الجامعات في عهده انتخابات العميد ووضع منصب الوزير عقده في إدارة الجامعات في مستوي الأقسام العلمية بل " والشعب " داخل الأقسام ذات التخصصات المتشابكة وأنهي عصراً من الديمقراطية العلمية والإدارية داخل الجامعة ثم كان الدكتور مفيد شهاب الذي دافع عن نفسه تهمة ( تسريح ) أساتذة الجامعة بعد السبعون من العمر وضياع الهيبة والقيمة العلمية لعلماء البلد ومازالت هناك قضايا تنظر في هذا القانون حتي اليوم – وكان للسيد الوزير حديثاً طويلاً معي استشهد فيه برؤساء الجامعات في حينها من أصدقائي المرحوم حسن حسني ( رئيس جامعة حلوان الأسبق ) والدكتور عمرو عزت سلامة ( نائب رئيس جامعة حلوان الأسبق ) والوزير للتعليم العالي فيما بعد !! والأستاذ الدكتور عبد الحي عبيد ( رئيس جامعة حلوان الأسبق ) المهم أن دفاعه عن موقفه بصدد هذا التعديل التشريعي المعيب لم يخفف أبداً من عبئ تحمله أثناء توليه المنصب أن يكون هذا التعديل والعوار في الحياة الجامعية المصرية قد تم في عهده ثم مجيئ الدكتور عمرو عزت سلامة ولعل ما يحدث فى اليوم مع تحرك الدولة لإنشاء بنية تحتية للبحث العلمى والتعليم العالى ، ضمن خطة إعادة بناء الوطن من جديد ربما هذا مؤشر إلى ان يحدث تغيير يدفعنا للأمام وليس إلى قرائة التاريخ العظيم لجامعاتنا المصرية المحترمة ( سابقاً) !!للدخول الى ( تراك ) لنعطي أملاً في مستقبل لا أمل مع هذه السياسات!! Hammad [email protected]