مازالت الحرائق تشتعل هنا وهناك، حكايات مرعبة مصحوبة بالأساطير يتداولها الأهالي، تحريات أمنية مكثفة، هكذا هو الحال في قرية "الشراقوة 45" التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ، دون أن يفهم أحد ماذا يحدث وماذا بعد؟. " الجن بيولع في البلد".. هكذا اعتقد أهالي الشراقوة 45، أن سبب الحرائق التي باتت تندلع بصورة شبه يومية في أثاث منازلهم أنها بفعل مجهول متأكدون أنه "الجن" أو العفاريت حسبما يطلقون عليه، ويكشف أحمد عبدالحميد، أحد أهالي القرية، أنهم قد عاشوا مايزيد عن 10 أيام في رعب شديد نتيجة اشتعال النار بصورة مفاجئة في أثاث المنازل وخاصة غرف النوم بعدما عجز الجميع عن معرفة السبب. وتابع عبدالحميد، أن النيران قد طالت مايقرب من 15 منزلا وتقريبا نفس طريقة الحرق والأماكن وهي غرف النوم، ولكن اللافت في الأمر هو أن كافة هذه المنازل تربطهم صلة قرابة بعضهم ببعض، حتي كشفت تحريات المباحث المستور، بأن من يقوم بذلك هي طفلة من أهالي القرية وتدعي "عزيزة" 11 عاما والمنازل التي قامت بإشعال النيران فيها هي لأعمامها وجدها وأحوالها. فيما أكدت إحدي زميلات الطفلة "عزيزة" لمدير المدرسة الإبتدائية التى يدرسون بها، أنهن قد رأوا قداحة بحوزة عزيزة وكانت تقوم بإشعال الشنط المدرسية لصديقاتها دون أن يدري أحد، وهو ما أخبر به المباحث وقامت الشرطة بالذهاب للمدرسة واستجواب التلميذه وكذلك المعلمات وكان هذا هو الخيط الذي تتبعته الأجهزة الأمنية لتكشف لغز الحرائق المجهولة بالقرية. وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية، وجود شبهة جنائية وراء نشوب الحرائق في المنازل وتوصلت الجهود إلى أن "تلميذة" مقيمة بنفس القرية وراء إرتكاب الواقعة، وأمكن ضبطها. واعترفت "التلميذة" بارتكابها الوقائع وإشعال النيران فى حقائب زميلاتهن مستخدمة "قداحة" تخفيها داخل حذائها، كما أقرت بارتكابها وقائع الحريق بمنازل القرية، علي سبيل العبث واللهو وشغفها بردود أفعال أهالي القرية بوجود قوي غير طبيعية هي التي تقوم بارتكاب تلك الوقائع. وقررت نيابة مركز الحامول برئاسة المستشار محمد سامي مدير النيابة، وتحت إشراف المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام لنيابات كفر الشيخ، تسليم الطفلة "عزيزة.س"، البالغة من العمر 11 عاما، والمُقيدة بالصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس، والمنسب لها تهمة أنها وراء حرائق قرية 45 الشراقوة التابعة للمركز، لذويها وأخذ تعهد عليهم برعايتها، عقب حضور مدير وحدة حماية الطفل للتحقيقات.
