بعد القبض على رئيس المصلحة وضعت واقعة القبض على رئيس مصلحة الضرائب عبدالعظيم حسين فى قضية رشوة، موسم الإقرارات الضريبية الذى يستمر من يناير إلى 30 أبريل فى أزمة كبيرة وموقف عصيب، بسبب اهتزاز صورة الهيئة والعاملين بها لدى الرأى العام. ولإنقاذ الموسم الضريبى كلف الدكتور محمد معيط - وزير المالية، رضا عبدالقادر للقيام بأعمال رئيس المصلحة. وتمثل إيرادات الضرائب ما يقرب من 75% من موارد الدولة، بما يعنى أنها ركيزة أساسية تعتمد عليها الخزانة العامة. كما سارع العاملون بمصلحة الضرائب وعددهم 50 ألف موظف بإصدار بيانات تؤيد إجراءات هيئة الرقابة الإدارية فى القبض على الفاسدين، وأكدوا بذل قصارى جهدهم لتحقيق أعلى معدلات أداء وتحقيق الحصيلة المستهدفة. وعقد «معيط» أكثر من لقاء مع المسئولين والعاملين بالمصلحة، خلال الفترة الماضية، أعلن خلالها 10 حوافز جديدة كنوع من الدعم المادى والمعنوى، وسارع رئيس المصلحة الجديد فور توليه المسئولية بالتعبير عن ثقته بالقيادات والعاملين وذلك بعد الاجتماع برؤساء القطاعات والإدارات المركزية. استهدف الاجتماع الأول لمعيط الإعلان عن دعمه الكامل، قائلا: «نثق فى العاملين الشرفاء، إيرادات الدولة أمانة فى أعناقكم، واعلموا أن «الجنيه اللى مبتجيبهوش من حق الدولة بنستلفه بفوائد». وأشار إلى أن إجراء ترتيبات هيكلية قريباً للدفع بقيادات شابة تمتلك الخبرات داخل المصلحة، قائلا: «التصرفات الفردية غير المقبولة لا يجب أن تهز ثقة العاملين فى أنفسهم، بل ينبغى أن تكون حافزا قويا لاستكمال تطوير المنظومة». وأكد ضرورة الاستمرار فى رفع الكفاءة من خلال التدريب المتواصل، وألا يستمر مأمورو الفحص أكثر من 3 سنوات فى مواقعهم، ترسيخا للحوكمة. وتستهدف المصلحة تحقيق حصيلة خلال العام المالى الحالى 2019/2020 تقدر بنحو 856.6 مليار جنيه، ووفقاً لخطتها متوسطة الأجل 1.02 تريليون جنيه خلال العام المالى المقبل 2020/2021، عن طريق آليات من بينها الميكنة والفواتير الإلكترونية وغيرها. الاجتماع الثانى للوزير كان موسعا واستمر نحو 4 ساعات مع رؤساء المأموريات والمناطق الضريبية على مستوى الجمهورية، وأعلن خلاله عن تخصيص 360 مليون جنيه لتحسين البنية التحتية لمختلف المأموريات والمقار الضريبية، قائلاً: «مش عاوزين غير حق الدولة فقط بما يرضى الله، بعيدا عن أى تقديرات جزافية». كما أعلن أنه تم الانتهاء من تصميم مسابقة إلكترونية تطرح دورياً كل 3 أشهر لاختيار أفضل 3 مبادرات جديدة لرفع كفاءة الفحص والتحصيل الضريبى، وسيكون هناك جوائز مالية وتقديرية للفائزين الذين سيحظون بأولوية الترقى للمناصب القيادية وأيضا سيستفيدون من فرص التدريب بالخارج. وأضاف أنه سيتم اختيار موظف مثالى كل 3 أشهر وفق معايير تقيس الكفاءة وإنجاز المهام، ووجه «معيط» بتشكيل لجنة مركزية لتلقى وبحث شكاوى ومقترحات العاملين ودراستها. فى ذات السياق وجه وزير المالية بالاهتمام بالوضع المالى للعاملين وتحسين بيئة العمل بما تشمله من أجهزة حاسب آلى ومكاتب، وسد العجز فى مأمورى الفحص وغيرها، مطالبا بإعداد مذكرة تشمل احتياجات المصلحة حتى بداية العام المالى الجديد فى يونيو المقبل، ليتم تدبيرها على الفور. وقرر الوزير سرعة النظر فى المشكلات المتعلقة بصندوق العلاج الخاص بالعاملين لتحسين منظومة الرعاية الصحية، وأيضا الترقيات، مع دراسة مقترحات تكريم من اقتربوا من سن المعاش. وأعلنت وزارة المالية مؤخراً عدة إجراءات للتسهيل على الممولين، على رأسها الانتهاء من المشروع القومى لرقمنة المنظومة الضريبية بنهاية العام الحالى، وهو ما يحد من التدخل البشرى ويضمن العدالة والنزاهة والشفافية، مع بدء خطة للتوسع فى إنشاء فروع لمراكز كبار الممولين بعدد من المحافظات. وبدأت الوزارة فى اتخاذ إجراءات للعمل على فض المنازعات الضريبية بدون اللجوء لمدد تقاضى طويلة فى المحاكم، وتوحيد إجراءات ضرائب الدمغة والقيمة المضافة والدخل وتبسيطها، وتعديل قانون الضريبة العقارية لتخفيف العبء على أصحاب المصانع بعدم فرض الضريبة على الأراضى الفضاء غير المستغلة. وأيضا الاتفاق مع البنك المركزى على عدم تجميد حسابات الممولين الذين لم يسددوا الضرائب، وأن يقتصر على تجنيب قيمة الضريبة المستحقة للدولة فقط، مع التواصل أكثر من مرة معهم، بالإضافة لبلورة منظومة متكاملة لعمل مكاتب شركات المحاسبة ليتم التعامل مع المخالفين. وأجرى رضا عبدالقادر - رئيس المصلحة، مجموعة جولات تفقدية خلال الأسبوع الماضى بمحافظتى القاهرة والإسكندرية للتعرف على سير العمل، والاطمئنان على توفير التسهيلات للممولين خلال الموسم الضريبى. وسيقوم وزير المالية بعمل جولات تفقدية مفاجئة بمختلف المناطق على مستوى الجمهورية للاطمئنان على جودة الخدمات المقدمة، بعد أن أعلنت المصلحة عن تنظيم سلسلة ندوات لتوعية المحاسبين بالشركات، ومركز اتصال متكامل لضمان نجاح منظومة تقديم الإقرارات إلكترونيا.