من أم كلثوم ومحمود مرسي إلى فيفي عبده.. "كيف اختلف الدفاع عن الوطن؟!"

الدفاع عن الوطن غريزة إنسانية متأصلة في النفوس، ولكل شخص طريقته ومواقفه التي يراها مناسبة للدفاع عن وطنه، ويُعد الفنانين من أكثر فئات المجتمع تعبيرًا عن دفاعهم عن الوطن باعتبارهم القوة الناعمة في المجتمع.

خرجت الفنانة فيفي عبده أمس الاثنين، عبر بث فيديو مباشر عبر حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، لترد على المقاول محمد علي والناشط وائل غنيم لما نشراه الفترة الماضية من فيديوهات يقومان فيها بالإساءة إلى مؤسسات الدولة المصرية ومحاولة تشويهها.

لم تتمالك فيفي عبده أعصابها في الدفاع عن مصر؛ فتحدثت بحدية شديدة وصلت إلى أنها قامت بسب محمد علي ووائل غنيم بألفاظ خارجة وغير لائقة.

لم تكن هذه المرة الأولى لفيفي عبده في الدفاع عن الوطن أو التحدث عنه فهي دائمًا ما تعبر عن حبها لمصر في مختلف المناسبات والمواقف، وتحضر العديد من المناسبات الوطنية إلا أن هذه المرة تعد الأولى التي تجعلها تخرج عن السياق بتلك الألفاظ الخارجة.
موقف فيفي عبده لا شك أنه يعبر عن حبها وولائها للوطن، ولكن هل تليق هذه الطريقة بفنانة؟

وللإجابة على هذا السؤال علينا العودة بالزمن إلى الماضي لأكثر من 60 عامًا، لنجد مواقف لنجوم فن الزمن الجميل قاموا فيها بالدفاع عن الوطن على طريقتهم الخاصة والمميزة.

محمود مرسي وتضحيته بالBBC من أجل مصر

إذا عدنا إلى عام 1956 ذلك التوقيت الذي شن فيه العدوان الثلاثي فرنسا وإنجلترا وإسرائيل حربًا على مصر، بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، قرر الفنان القدير الراحل محمود مرسي ترك عمله لدى الإذاعة البريطانية BBC، وأعلن ذلك بكل جراءة على الهواء وفسر أن ذلك بسبب مشاركة بريطانيا في العدوان على وطنه مصر، فخرج في موعد حلقته قائلاً: "هذه هى آخر حلقة أقدمها في هذه الإذاعة، حيث إنه لا يمكننى أن أعمل أو أقيم في دولة تشن حاليًا عدوانًا على بلادى، وتلقى بقنابلها على أهلى فى مصر، ولتلك الأسباب أقدم استقالتي على الهواء، وسوف أعود إلى بلادى أقاتل بجانب أهلى، أعيش معهم أو أموت معهم".

لم يكن أمر الاستقالة بالسهل عليه؛ فقد كان في ذلك الوقت بحاجة شديدة للعمل وللدخل الذي يحصل عليه من هذه الإذاعة البريطانية الشهيرة، إلى جانب المكانة المميزة التي كان قد وصل لها في المجال الإذاعي، بل وأيضًا لم يكن وقتها قد احترف التمثيل، إلا أن ولائه لوطنه وحبه الشديد لها كانوا عنده أكبر وأهم من نجومية الإذاعية والمال.

وبالفعل عاد الفنان محمود مرسي إلى أرض الوطن وأنضم للمقاومة الشعبية التي تكونت في كل من مدن القناة "السويس، الإسماعيلية، بورسعيد"، ووقفت أمام العدوان الغاشم.

تحية كاريوكا راقصة بروح مناضلة ثورية

عُرفت النجمة الراحلة تحية كاريوكا بروحها المناضلة ومواقفها الوطنية المتعددة؛ فهي لم تكن مجرد فنانة تعبر عن رائيها في البرامج عبر الشاشات؛ بل كانت لها عدة مواقف وطنية ثورية غير عادية.

مناضلة سرية

من أبرز تلك المواقف للنجمة الراحلة تحية كاريوكا، كان تطوعها بنقل الأسلحة للفدائيين في حرب فلسطين 1948 .

من مواقفها الوطنية الشهيرة أيضًا عندما أخفت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عن أعين سلطات الاستعمار أثناء الاستعمار البريطاني لمصر، وذلك من خلال استضافتها له في بيت شقيقتها، وبالفعل لم تنجح قوات الاستعمار في العثور عليه فلا أحد كان يتوقع أن من تخفيه هي الراقصة تحية كاريوكا.

لم تكن تلك المواقف هي المواقف الوطنية والثورية الوحيدة في حياة تحية، فقد كانت حياتها مليئة بالمواقف السياسة أكثر من الفنية، حتى أنها اعتقلت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتعبيرها عن عدم رضاها عن حكمه وأنه لم يفرق عن الوضع أيام الملك فاروق ووجدوا في شقتها أثناء اعتقالها منشورات تحريض على نظام الحكم .

نجوى فؤاد حلقة وصل لاسترداد أرض سيناء

ساهمت الفنانة الراحلة نجوى فؤاد في استرداد مصر لأرض سيناء في حرب 1973؛ فقد استغلت علاقتها القوية بوزير الخارجية الأمريكية حينها هنري كسنجر، والذي كان مغرم بها لإنجاز المفاوضات على ماتبقى من أرض سيناء والتي كانت محتلة وقتها بعد نصر أكتوبر المجيد.

جمع التبرعات لصالح الجيش

الفنانة الكبيرة أم كلثوم لم تكن بعيده عن هذا المشهد الوطني للدفاع عن بلدها مصر، فهي الأخرى ناضلت من أجل مصر بعدما أحيت عدة حفلات طيلة 4 سنوات جمعت إيراداتها لصالح المجهود الحربي بعد هزيمة 67،

زارت أم كلثوم الكويت وأبوظبى ولبنان وباكستان وتونس وفرنسا والسودان والبحرين والعراق وليبيا، جمعت فيهم أكثر من 3 ملايين دولار، ولم يدخل جيبها دولار واحد رغم المشقة والعناء فى التنقل والسفر وقد تجاوزت من العمر 68 عامًا.