حذرت سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية تركيا المواطنين، للمرة الخامسة خلال شهرين فقط، في تنبيهات متعددة أهمها الحذر من سرقة الجوازات، خاصة بعد تسجيل 165 حالة سرقة لجوازات سعودية، في ثلاثة من أهم المواقع السياحية تركية خلال أربعة أشهر فقط. ولم يكن تراجع أعداد السياح السعوديين بصفة خاصة والخليجيين والعرب بصفة عامة إلى تركيا من فراغ، وهو ما كشفته أحدث إحصاءات وزارة السياحة التركية بموقعها الإلكتروني، حيث جاءت الإمارات ضمن الأكثر تراجعًا بنسبة 73% تلتها البحرين بنسبة 54% ثم السعودية بنسبة 53% يليها الأردن بنسبة 32% ثم الكويت ب 29% والمغرب ب22%. وكشف مراقبون أن أهم الأسباب وراء تراجع أعداد السياح هو المعاملة السيئة والعنصرية والنصب والاحتيال التي يجدونها من الشعب التركي، وذلك تأثرًا بالخطاب العدائي الذي تبثه حكومتهم في وسائل إعلامها والإضطرابات السياسية في دولتهم وظهور تجاوزات وفساد حزب العدالة والتنمية للسطح في وسائل إعلام تركية عوضًا عن ارتفاع معدل الجريمة، حيث تسجل تركيا يوميًا ما لا يقل عن ثلاثة إلى خمسة جرائم يوميًا، آخرها مقتل سائحتين صينيتين في إسطنبول، لتتقدم في جرائم القتل للمرتبة الثامنة عالميًا ضمن الدول الأكثر وقوعًا في الجرائم. ولم تكن السعودية الدولة الوحيدة التي تصدر تحذيرات لرعاياها، حيث سبقتها أميركا التي نصحت رعاياها في تركيا بتجنب الحشود الكبيرة، والحرص على أمنهم عند زيارة المواقع السياحية الشهيرة، والأماكن المزدحمة، لتعود وتحذر لاحقًا الخارجية الأميركية في أبريل الماضي رعاياها من السفر إلى تركيا؛ بسبب احتمالية وقوع حوادث إرهابية وعمليات خطف للأجانب، وفقًا لما نشرته عبر موقعها الإلكتروني. وقبل ذلك، في مارس الماضي أعلنت ألمانيا تشديد تحذيرات السفر إلى تركيا، محذرة مواطنيها من إمكانية اعتقالهم هناك، أما السعودية فقد كشفت في مايو الماضي أنه ورد إليها كثير من شكاوى المواطنين المستثمرين والملاك حول المشكلات التي تواجههم في مجال العقار في تركيا، مثل عدم حصولهم على سند التمليك أو الحصول على سندات تمليك مقيدة برهن عقاري، إضافة إلى منعهم من دخول مساكنهم، رغم تسديد كامل قيمة العقار، إلى جانب تهديدهم من قبل شركات المقاولة. لتعود السعودية في يوليو الجاري وتطلق أربعة تحذيرات متتالية يفصل بينهما عدة أيام متفاوتة، كان أولها التحذير من عمليات نشل وسرقة لجوازات السفر ومبالغ مالية بعد وصول عدة بلاغات من مواطنين في بعض المناطق في جمهورية تركيا، سرقوا من مجهولين، وأكدت السفارة على ضرورة المحافظة على جوازات السفر والمقتنيات الثمينة، والحذر خصوصًا في الأماكن المزدحمة، وشددت على عدم التردد في التواصل مع السفارة في أنقرة أو القنصلية العامة في إسطنبول في حالات الطوارئ. وبعد ذلك بخمسة أيام أصدرت بيانًا أكدت فيه على المواطنين والمواطنات القادمين إلى جمهورية تركيا لغرض السياحة بضرورة حمل أصل جواز السفر مع الحرص على الحفاظ عليه من الفقدان أو السرقة أو التلف، حيث تطلب الجهات الأمنية التركية أصل جواز السفر، وذلك لغرض إثبات الشخصية وعدم القبول بصورة من الجواز، حيث تعرض عدد من المواطنين للإيقاف من قبل الجهات الأمنية لعدم حملهم أصل جوازات السفر! وبعدها بيومين حذرت في بيان لها المواطنين بضرورة توخي الحذر في محافظة موغلا جنوب غرب تركيا، قبل أن تصدر تحذيرًا آخر بعد ذلك من احتيال مكاتب شركات التأجير. وأفادت السفارة بأن الكثير من المواطنين تعرضوا لعمليات استغلال من قبل بعض الشركات المحلية لتأجير السيارات بمطار طرابزون ومركز المدينة، وسحبت منهم مبالغ مالية من البطاقات (الائتمانية) لإصلاح السيارات عند تعرضها لحوادث أو أعطال بسيطة، إلى جانب محاولة إجبارهم على دفع مبالغ إضافية، ناصحة المواطنين بالحرص على التعامل مع شركات تأجير السيارات العالمية المعروفة وتجنب استئجار سيارات من أشخاص أو مكاتب غير معتمدة. وشددت على ضرورة الحصول على نسخة من عقد التأجير وأن يكون مكتمل البيانات ذات العلاقة ومبلغ التأجير والحرص على أن يكون عقد استئجار السيارة متضمنًا مبلغ التأمين الشامل (ما يسمى تأمين صفر) عند الاتفاق على ذلك عوضًا عن أنه عند التعرض لحادث -سير لا سمح الله-، وضرورة عدم مغادرة موقع الحادث قبل وصول الجهات الأمنية المختصة والحصول على تقرير بالحادث. وجددت السفارة السعودية في كل تحذيراتها دعوتها لمواطنيها بعد التردد في الاتصال بها عند الحاجة للمساعدة.
