استقبل وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو في مقر الوزارة بمدينة البيرة، وفداً من قرية عمواس الفرنسية (عماوس ليسكار بو)، وأعضاء في جمعية التضامن الفلسطيني الفرنسي، وممثلاً عن بلدية مدينة ليسكار، إضافة إلى رئيس جمعية عمواس في فلسطين أحمد أبو غوش، والمخرجة ديمة أبو غوش، وسبق أن أعدت فيلماً عن قريتها المهجرة في العام 1967 (عمواس)، حيث من المقرر أن تنظم هذه الجهات فعالية ثقافية تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "الثقافة مقاومة". وقال الوزير بسيسو، بعد أن رحبّ بالوفد الفرنسي الفلسطيني المشترك: نرحب بكم في فلسطين، ونقدر لكم عالياً زيارتكم إلى وزارة الثقافة، ودعكم المتواصل لفلسطين شعباً وقضية، والجهود التي تقومون بها في هذا الإطار، مضيفاً: نؤمن تماماً بأن الثقافة هي إحدى أدوات المقاومة، لأن الاحتلال الإسرائيلي سعى منذ النكبة وحتى الآن إلى طمس الهوية الفلسطينية، وأيضاً إلى تكريس حالة من المحو الثقافي عبر سياساته المختلفة.
وشدد بسيسو: لنا حق في الذاكرة والتاريخ وفيما أنتجه شعبنا ثقافياً على مدار السنوات والعقود الماضية .. عمواس تعكس سياسة المحو التي أراد عبرها الاحتلال الإسرائيلي طمس الذاكرة والثقافة والتاريخ، فدمّر هذه القرية الفلسطينية في العام 1967، وأقام على أنقاضها متنزهاً كبيراً يحمل اسم "كندا بارك"، ولهذا من واجبنا، وعبر الثقافة، مقاومة هذه السياسات الرامية لمصادرة حقوقنا، مشدداً على أهمية ما قدمته المخرجة ديمة أبو غوش، ابنة هذه القرية، في فيلمها عن "عمواس"، وحمل ذات الاسم، والذي غير الكثير من التفاصيل بالنسبة للكثيرين على ما أعتقد، وأنا واحد منهم، فبعد الفيلم لا يمكن التعاطي فيها مع عمواس إلا بكونها جزءاً من الذاكرة الجمعية الفلسطينية، أكبر من الصور والخيالات، وكلما مررت بحديقة "كندا" أشعر بألم وغصة كبيرين لما آلت عليه الأمور في عمواس، التي لا يزال يعاني أهلها يعانون من اقتلاعهم منها بعد هدمها، كما هم سكان أكثر من خمسمائة قرية تم تدميرها، كما تم في عمواس.
وختم بسيسو بالقول: دور الثقافة محوري هنا، عبر السينما، والمسرح، والأدب، والموسيقى، وغيرها، في صون ذاكرتنا وتاريخنا، والتأكيد بأننا موجودون على هذه الأرض، وكنا موجودين، ولسنا شعباً طارئاً، فعمواس عبر أهلها كما بقية المدن والقرى الفلسطينية لم تعلن الحرب على أحد، ولكننا دفعنا ثمن حروب الآخرين، لهذا نتمسك بثقافتنا وتاريخنا، كي نصون ما يحاول الآخرون محوه.
وكان عضو الوفد الفرنسي تونسي الأصل المنصف الشاهد: علاوة على ما نخطط القيام به من فعالية ثقافية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، فإننا ندرك أهمية زيارة فلسطين، وكسر العزلة التي يسعى الاحتلال إلى فرضها عليه، بمشاركة نخبة من المتضامنين الفرنسيين، فمن شأن مثل هذه الزيارة أن تقرّبهم أكثر إلى الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال.
وأشارت المخرجة ديمة أبو غوش إلى أن وفوداً تضامنية عديدة باتت تنتظم في زيارة فلسطين عبر جمعية التضامن الفلسطيني الفرنسي، وخاصة منذ ثلاث سنوات، بحيث تشتمل على مواطنين فرنسيين من "عمواس الفرنسية"، أو من بلدات ومدن أخرى في فرنسا، وهم يهتمون بتسليط الضوء على حكاية عمواس الفلسطينية، وينظمون فعالية ثقافية كبيرة تحمل كل عام عنواناً ملهماً، سيكون في العام المقبل تحت عنوان "الثقافة مقاومة".