- سماح ونورهان ذهبتا لشراء طلبات المنزل.. فلم يعود إلا "كيس خضار وشبشب" حينما تنقطع الأخبار عن ضحايا جرائم الخطف، تتولد مخاوف الأسرة وتكثر التساؤلات: "أين ذهبوا؟ وماحالهم؟ أهم على قيد الحياة؟ أم واراهم التراب؟" أحدث تلك المآسي كانت من نصيب أم وابنتها، سماح ونورهان؟ وهي الكارثة التي أصبحت حديث الأهالي في منطقة فيصل.
تعود إلى الحكاية إلى ما قبل 14 يوما، عندما كانت السيدة "سماح" البالغة من العمر 42 عاما، عائدة من شراء طلبات للمنزل، ومعها ابنتها "نورهان" ذات ال 21 ربيعا، ولكن بين غمضة عين وانتباهتها، اختفت سماح وبنتها، ولم تعودا إلى المنزل. كان الرعب والقلق هو سيد الموقف، وسيطر الذعر على الأسرة التي هرولت للبحث عنهما، ولم يدخرا جهدا في السؤال عنهما، إلا أنهم لم يجدوا سوى "كيس خضار وشبشب" كانت ترتديه الأم. الغموض يكتنف تلك الواقعة، فليس هناك خيط يسير عليه رجال المباحث للوصول إلى الأم وابنتها المختفيتين، أو المختطفتين كما تقول الأسرة، ولا سبيل لضبط الجناة، في حال صحت رواية الاختطاف. "الفجر" التقت الأسرة المكلومة، التي أرهقها البحث وأتعبها الغموض، وغن كانت لم تفقد الأمل بعد. أحمد، الابن الأكبر للسيدة سماح، روى لنا تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الاختفاء، قائلا: "ماما نزلت من البيت الساعة 8 ونص الصبح، هي وأختي نورهان رايحين يشتروا طلبات للبيت من محل الكابتن آخر الشارع، بس اتأخروا كتير فقلقنا عليهم روحنا متصلين ماحدش رد! والساعه 12 وعشرة تليفون ماما اتقفل، وقبل ما أمي تنزل كانت مكلماها خالتو وقالتلها انا مستنياكي اول الشارع وطلعت ماجاتش اصلا!" ويضيف أحمد جانب آخر زاد المأساة صعوبة: "أهالي ماما دلوقتي رافعين عليا أنا وبابا قضية متهمينا اننا اللي مدبرين الموضوع ده، مع ان بابا محجوز في المستشفي تعبان ومابيعملش مشاكل مع حد". السيدة حورية، ابنة خالة الأب، التي عرفت الخبربالمصادفة، قالت وهي في حالة صدمة تامة: "احنا في مصيبة كبيرة وكارثة، معرفتش الحادثة غير من بنتي كانت بتتصفح صور المفقودين على النت، وبالصدفة شافت صور سماح ونورهان، فقالتلي ياماما أنا شوفت صور مرات خالي ونورهان بنتها في المفقودين! اتصلت بالبيت وطلع الخبر صحيح". حورية تحدثت بلسان كل أهالي المختفين وما يشغل بال وعقل كل من يمر بمثل هذه الظروف، قائلة: "احنا في حيرة كبيرة مش عارفين هم ميتين ولا عايشين، وحالهم ايه وهم في الأول والآخر ستات، ونورهان لسه شابة 21سنة يعني عروسة، وخالها لف كل المستشفيات وسأل عنهم لكن مالقيش ليهم أثر ، والشرطة ماتوصلتش لحاجة لدلوقتي". وعندما سألنا حورية عن وجود كاميرات مراقبة ربما تكون قد رصدت الأم وابنتها، أجابت: "المكان اللي حصل فيه الموضوع ده الكاميرات في مكان بعيد شوية، مش هتجيب حاجة، حتي لما فرغوها ماوصلوش لأي خيط يربطهم بالواقعة، ربنا يطمنا ويرجعوا بالسلامة ولجدتهم اللي حالتها صعبة من ساعة ماعرفت باللي حصل". تلك كانت كلمات أسرة المختطفتين بتلك الواقعة التي خلت من أي خيوط قد تساعد رجال مباحث قسم شرطة الهرم في بحثهم المتواصل عن الأم وابنتها، آملين في الوصول لحل يطمئن قلوب هؤلاء المكلومين برجوع سماح وابنتها. يذكر ان الواقعة تحرر عنها محضر رقم 17555 إداري قسم الهرم، وما زال البحث جاريا. الابنة نورهان سماح الأم محرر "الفجر" مع أسرة سماح ونورهان