جداريات فنية في شوارع غزة.. "الفن من أجل الوطن"

عندما تسير في شوارع وأزقة محافظات قطاع غزة، يلفت انتباهك لوحات فنية تزين الجدران، تتزين رسوماتها بالخطوط العربية بأنواعها وأشكالها بطريقة جذابة تدمج بين الرسم والخط، هو مشروع فني أطلقته وزارة الثقافة الفلسطينية تحت عنوان: "جداريات فنية 2017".

وعن دور وزارة الثقافة في دعم الفن، أكد عاطف عسقول مدير عام الفنون بالوزارة أن المشروع يأتي في إطار سعي الوزارة لرعاية المواهب الفنية في القطاع، والارتقاء بالفن التشكيلي الفلسطيني عموماً، وفن الجرافيتي على وجه الخصوص، وإيجاد حالة فنية تنهض بالمستوى الفني، ليعبر عن قضايا المجتمع الفلسطيني، ويوصل رسالة للعالم مفادها "الجمال والحب والسلام"، على حد تعبيره.

وأشار عسقول إلى أن المشروع كان برعاية من شركة جوال، مثمناً دورها في رعاية مسيرة الثقافة والفنون في فلسطين، منوهاً إلى سعي الوزارة لتنفيذ العديد من المشاريع الفنية خلال الفترة المقبلة.

من جهته، أوضح مدير دائرة الفنون في الوزارة، ومدير مشروع الجداريات إياد أبو سحلوب أن المشروع ارتكز على ثلاثة محاور، وهي: المحور الوطني، والمحور الاجتماعي، والمحور التراثي، والتي تتمثل في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، وقيم الانتماء للوطن، والتوعية والتصدي للمشكلات ذات العلاقة بالثقافة، وتعزيز التراث الوطني، وإبراز الحضارة الفلسطينية الأصيلة.

ولفت أبو سحلوب إلى أن المشروع استهدف رسم الجداريات الفنية على بوابات المدارس، والمؤسسات الحكومية، والشوارع العامة في كافة محافظات قطاع غزة، بطول يبلغ حوالي 1200 متر، بواقع 15 جدارية، بواسطة مجموعة من الرسامين المحترفين في الفن التشكيلي.

وفي حديثنا مع محمد عوض شعبان مدير دارة تجميل المحيط في الوزارة، أكد أن الفنان التشكيلي الفلسطيني استطاع رغم تجربته الصعبة تقديم أعمال مميزة ربطت بين الجمال وتوثيق التاريخ والثقافة الفلسطينية، حيث تزخر لوحاته الفنية بتناغمها البصري، وتُعَبِّر ألوانها عن الفلكلور الفلسطيني.

وبيَّن شعبان أن الخط العربي كان له دور كبير في إضافة لمسات جمالية رائعة، وإبراز الأفكار المرتبطة بالتراث الاسلامي من خلال فن "الكاليجرافي" للخروج عن النمط التقليدي، ولضمان إيصاله لأكبر عدد من الثقافات العالمية، مع المحافظة على جوهره، وأصالته.