في رحلة زمنية تقودها "الفجر"، لتعود بنا إلى قبل 1956، ذلك التاريخ الذي رحل بعده اليهود عن مصر، وتشتت ما تبقى من حارتهم "حارة اليهود" إلى العباسية وباب اللوق ومصر الجديدة. حارة اليهود حارة اليهود الحي التابع لمنطقة الجمالية الذي اتخذه اليهود منزلًا لهم جميعًا نظرًا لعملهم في تجارة الذهب والصاغة، وكانت تحوي على 360 زقاق وحارة وبها 31 معبد يهودي تبقى منهم 3 معابد، ومعبد أبو حاييم كابوسي، في درب نصير، و معبد بار يوحاي فى شارع الصقالبه. الإعلام روج الأكاذيب عن اليهود يقول الخواجة رشدي ميخائيل المدير العام السابق بوزارة التربية والتعليم وأحد أبناء منطقة الجمالية القدامى، إن الإعلام المصري روج لنا صورة سلبية عن اليهود منها الجبن والبخل والخيانة، مشيرًا إلى أن اليهود كان مصريون وطنيون مثلنا، متابعًا؛ "اليهود نضاف وأذكية واقتصاديين".
وأضاف ميخائيل، أن حارة اليهود زمان كانت مكنوسة ومرشوشة بالمياه عكس دلوقتي بقت مزبلة.
وروى ذو ال65 عام أن حارة اليهود كانت "كامب"، لا أحد يسكن فيها سواهم، لكنهم كانوا يتعاملون مع المسلمين والمسيحين دون أي حساسية، والدليل أن كل تجار الصاغة الآن كانوا صبيان عند اليهود وآخذوا دكاكينهم. الجملة اللي هتخسرني بيعة أنا عيل فيها "الجملة اللي هتخسرني بيعة أنا عيل فيها".. هكذا انتهج اليهود معاملتهم التجارية، كما أوضح محمد يازدي أحد تجار جملة المعادن النفيسة بالصاغة، مشيرًا إلى أن اليهود هم أول من وضعوا نظام "القطع" وهو ربط بيع أو شراء الذهب بين التجار بالكلمة وهو عرف سائد في الصاغة حتى الآن .
وأضاف يازدي، أنهم كانوا يتسمون بالأمانة والكلمة منهم تمثل عقد لا رجع فيه، لافتًا إلى أنه من يخالف كلمته يمحى اسمه من تعاملات السوق.
يحبوك لكن ما تكبرش عليهم وأكمل الخواجة عبدالملاك أحد تجار الجملة بالصاغة، أن صبية التجار اليهود كانوا مسلمين ومسيحين ، وكان هو نفسه أحد الصبية لأحد التجار، معربا" أنه يحبك بس مايخلكش تكبر عليه ".
واختتم عبد الملاك، أنهم "ماسكين السوق"، حيث كانت الحارة تفتح أبواب دكاكينها في السابعة صباحا لتغلق ابوابها 5 مساءا، موضحًا أنه لا يمكن أنكار أن اليهود هم أساس تجارة الذهب كما أن الأرمن هم أساس مهنة الصاغة نفسها، ولم يتبقى منهم سوى 3 تجار بالإبراهمية في الإسكندرية وليس هناك أخبار تذكر عنهم.