انطلقت عصر اليوم مسيرات الطرق الصوفية من أمام مسجد سيدي تمراز بمنطقة بحري إلى مسجد المرسي أبو العباس في مجمع المساجد بمنطقة الجمرك، وذلك احتفالاً بالليلة الختامية لمولد المرسي أبو العباس أحد اولياء الله الصالحين، والذي يأتي متزامناً مع بدء احتفالات المحافظة بعيدها القومي. وقد ترأس المسيرة الشيخ جابر قاسم وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالمحافظة، فيما شاركت 35طريقة بأعلامها الصوفية التي تتميز باللون الأخضر والأحمر في المسيرة،ووقد قامت الطرق بدق الأجراس والطبول وتلاوة التواشيح الدينية وسط التفاف المريدين، فيما تجمع مئات المواطنين من كافة المحافظات، لزيارة ضريح المرسي أبو العباس، وسط تجهيزات من الطرق الصوفية باعداد الطعام للضيوف الوافدين، وانتشار باعة الحلوة في جميع مداخل المسجد. ويقول الشيخ جابر قاسم ل"الفجر"أن جميع الضيوف يأتون للتقرب إلى الله، مثلما كان يتقرب"المرسي أبو العباس"، ويتبعون خطوات حزب الشكوى، مثلمان كان يشكو ابو العباس، ويرددون ذكر اسم الله، بهدف التقرب إلى الله، وأن ابو العباس بالنسبة للصوفيين، هو وسيلة التقرب إلى الله، وليس التقرب إلى ابو العباس ذاته، وذلك وفق الفكر الصوفي، مثلما تقرب الصحابي عمرو ابن الخطاب بعم الرسول، من أجل نزول المطر، والتخلص من القحط. ويضيف أنه عقب الانتهاء من مولد أبو العباس تشكل لجنة من وزارة الأوقاف وبمعرفة الصوفيين، لكي يتم فتح صندوق النزور الذي يتم فتحه كل شهرين، لوضع أموال النزور في حساب الأوقاف بالبنك الأهلي، وتأخذ الأوقاف 90% من الصندوق، 10% للصوفيين، مذكراً أن صندوق النزور كان في شهري مايو ويونيه 85ألف جنيه. ويشير إلى أن مولد ابو العباس هذا العام قد شهد العديد من السلبيات من قبل إدارة المسجد التابعة لمديرية الأوقاف، من حيث غلق الحمامات والضريح في بعض الأوقات، وخاصة أن ضيوف ابو العباس يأتون من محافظات الصعيد ووجه بحري، ويضطرون إلى المكوث في محيط المسجد. ويروي"جابر قاسم" أن المرسي أبو العباس مولود في دولة الأندلس 616هجرياً في منطقة اسمها"مارسيا"، ثم انتقل إلى دولة تونس، لكي يلتقي بالشيخ ابو الحسن الشاذلي، الذي شاهده في رؤية، بأنه سيقابل ولي من أولياء الله الصالحين، وقد صور لأبو العباس أنه سيقابل شخص يرتدي قبعة خضراء، ويجلس فوق جبل، وعلي يمينه وشماله رجلين، وبالفعل استطاع أبو العباس في تونس أن يستدل على أبو الحسن الشاذلي، والذي رأه لأول مرة وفق الرؤية فوق الجبل. ويضيف أن الأثنين قد تلاقى في المفهوم الصوفي والتقرب إلى الله، وظلا يتعلمان مع بعضهما لمدة سنتين في تونس، ثم رأى"الشاذلي" ضرورة نزول ابو العباس إلى مصر، وعندما ارتبك ابو العباس من سفره إلى مصر، أوضح له الشاذلي أن ذلك تكليف من أجل التكريم، مثلما هبط سيدنا"آدم" إلى الأرض، ويشير إلى أن أبو العباس استقر في الإسكندرية لمدة 43سنة، واتخرج من بين يديه 50قاضياً، وظل في مصر ينشر التصوف والمحبة. ويذكر أن أول من وضع أساس مقبرة أبو العباس كان أحد أكبر تجار الإسكندرية "، ثم جاء أكبر بنائين المحافظة وبنى مسجد ابو العباس، ولكن ليس على شكله الحالي، ثم أوكل الملك فؤاد المهندس الإيطالي"ماريو روسي" بإنشاء المسجد على وضعه الحالي عام 1943، والذي اعتمد في بناءه على الطراز الأندلسي، لأن ابو العباس من الأندلس. ومن المقرر أن يقام مساء اليوم المؤتمر السنوى للصوفية أثناء الاحتفالات بمولد المرسى أبو العباس تحت رعاية الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية. وقال الشيخ جابر قاسم أن تلك الاحتفالات تقام تحت رعاية محافظة الإسكندرية وبالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وإشراف الطرق الصوفية بالإسكندرية والذى سينطلق هذا العام بعنوان " إسكندرية ..تفرح" ، وذلك لتنشيط السياحة والتعريف بالمعالم الإسلامية بالإسكندرية .