- حمدي الكنيسي: التجارة أصبحت مهمة الفضائيات - صفوت العالم: برامج المقالب لا تحترم عقلية المشاهد - ثريا البدوي: مفبركة والجمهور "الضحية" - الناقد نادر عدلي: تعتمد على الخديعة
منذ نجاح برنامج "الكاميرا الخفية"، أصبحت برامج "المقالب"، مادة ثابتة على المائدة الرمضانية كل عام عبر شاشات التليفزيون، ودائمًا ما يطل علينا الفنان رامز جلال، ببرنامج جديد كل عام، ويسير على نهجه الفنان هاني رمزي، وأصبح الشغل الشاغل لكلاهما من سيستحوذ على عقل الجمهور ويفوز بالأعلى مشاهدة، ورغم ان هذه البرامج تم "حرقها"، بالبلدي قبل عرضها واتهمها الكثيرون بالفبركة والاستظراف والضحك على الذقون، حيث يغلب عليها تكرار المواقف والمقالب وحتى الضيوف كل عام، وهو ما جعلنا نستشير خبراء من النقاد وأهل الإعلام، في برامج المقالب حيث أجمعوا أنها "مفبركة"، ومتفق عليها بين القائمين على البرنامج وبين النجم الذي يتم إستضافته وكلا الطرفين يحصل على الملايين والضحية هو المشاهد الذي يعتقد أن مشاهد الرعب التي يعيشها الفنان حقيقة.
وطالب الخبراء، صنّاع هذه البرامج باحترام عقلية المشاهد والإلتزام بمعايير العمل الإعلامي مؤكدين أن أصحاب القنوات هدفهم الربح وجني أموال طائلة من وراء هذه البرامج التي تحقق نسب مشاهدة عالية وبالتالي ضمان تواجد المعلنين، وفي هذا الصدد ترصد جريدة "أهل مصر"، في هذا التحقيق آراء الخبراء في هذه البرامج.
في البداية يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه لابد من إحترام عقلية المشاهد حتى وإن ارتضى عكس ذلك لأن مواثيق الشرف الإعلامي وما تنص عليه القوانين أنه لا يجوز أيضًا تسجيل وتصوير شخص دون علمه إلا في إطار ما حدده القانون وربما يتسلق صناع برامج المقالب على هذه النقطة القانونية تحديدًا بإظهار رغبة الضحية في عرض العمل وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك تواطؤ بين ضحية هذه البرامج من الفنانيين وبين صناعها.
وتابع: يجب الإعتراف بأن هذه الأعمال تاجرت واستثمرت في جيوب المصريين وقدمت لهم أعمالًا ليس لها قيمة يتم نسيانها بمجرد عرضها وبمجرد مرور الشهر الكريم صحيح أنه لابد من وجود مادة ترفيهية وتجارية على تلك القنوات لكن لا يجب أن تكون بهذه الفجاجة.
وتواصل الدكتورة ثريا البدوي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فترى أن المسألة تجارية بحتة وأصبحت مستفزة والمشاهد ما زال مرتبطًا بوهم المقالب رغم وجود أكثر من دليل على الإتفاق عليها وفبركتها وفي النهاية المشاهد هو السبب وهو الضحية في نفس الوقت لأنه صاحب القرار بتغيير القناة أو الإستمرار في المشاهدة بل وتحقيق نسب مشاهدة أخرى على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يجعل صناع برامج المقالب يتمادون في تقديمها.
فيما يرى الإعلامي حمدي الكنيسي، أن التجارة هي التي أصبحت سائدة وتتحكم في الفضائيات بشكل عام وأصبح المنتج وصاحب القناة هو كل شيء لأنه يملك المادة وهدفه الربح فيستطيع صناعة برنامج تجاري ترفيهي لسد خانة مهمة في فضائيته في شهر رمضان.
واستطرد قائلًا: بشكل عام أرى أن هذه فجاجة تصل لإقتحام خصوصيات الفنان ويجب أن يكون هناك إحترام لخصوصية كل فنان وتقنين هذه المقالب.
وتعليقًا على هذا: يقول الناقد نادر عدلي: جميع البرامج تعتمد على الخديعة وللأسف هم لا يخدعون الضيف بالقدر الذى يخدعون به المشاهد، وهو عمل سيئ أخلاقيا، أما برنامج "رامز تحت الأرض"، أو برامجه السابقة ككل، أعتبرها من أسوأ البرامج التى شاهدتها فى حياتي، لأنه يتاجر بخوف الفنان من أجل إضحاك الجمهور، والمشكلة الأكبر فى الفنان الذى يوافق على إذاعة تلك الحلقات من أجل حصوله على الأموال.