نقلت شبكة بي بي سي البريطالنية عن غانم نسيبة، مدير شركة "كورنرستون جلوبال" الاستشارية العالمية أن شركة الطيران السعودية ستخسر الكثير بسبب تغيير المسارات بعد قطع العلاقات مع عدد كبير من الدول العربية بسبب طول مدة الرحلة المر الذي سيدفع المسافر إلى شركات طيران أخرى، بالإضافة إلى الخسائر الناجمة عن توقف جميع رحلات قطر إلى أماكن مثل دبي و أبوظبي والرياض والقاهرة، في الوقت نفسه، الذي يعني إلغاء عشرات الرحلات يوميًا. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقف رحلاتها إلى داخل وخارج قطر. وتأتي هذه الأزمة بعد وقت قصير من قيام شركة "موديز" للتصنيف الائتماني وخدمات المستثمرين بتخفيض التصنيف الائتماني لدولة قطر إلى مستوى Aa3، رابع أعلى درجة استثمارية، مما يشير إلى التشكك في مستقبل نمو الاقتصاد القطري. وشهدت البورصة القطرية خسائر حادة لبورصة على إثر الأزمة، حيث هبط مؤشر البورصة القطرية 7.6% في الساعة الأولى من تعاملات أمس، كما شهدت السندات الدولارية السيادية القطرية تراجع، في الوقت التي ارتفعت تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية إلى أعلى مستوياتها. كما ارتفعت عقود مبادلة مخاطر الائتمان القطرية لخمس سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ مطلع إبريل، وصرحت "موديز" أن الأزمة قد تؤثر سلباً على التصنيف الائتماني لقطر إذا أدت إلى تعطل حركة التجارة وتدفقات رؤوس الأموال. في السياق نفسه، من المتوقع تعثر قطاع الإنشاءات القطري، مع وجود العديد من مشاريع البناء الرئيسية الجارية في قطر الآن بسبب الاستعداد لكأس العالم لكرة القدم عام 2202، حيث تشكل نقص المواد البناء تهديدا بالإشارة إلى أن المواد الرئيسية، بما في ذلك الخرسانة والصلب تأتي عن طريق الحدود البرية مع السعودية. وتمر يوميا مئات الشاحنات عبر الحدود القطرية -السعودية، ونحو 40٪ من الأغذية القطرية تأتي عبر هذا الطريق ومن شأن إغلاق تلك الحدود، التي تمثل المنفذ البري الوحيد، التأثير على الغذاء، بشكل يؤدي إلى رفع الأسعار أو نقص بعض المواد الغذائية. والجدير بالذكر أن العديد من القطريين الأفقر يقومون برحلات يومية أو أسبوعية إلى السعودية للتسوق لأنها أرخص. وقال خبير الشرق الأوسط بجامعة "جورج تاون"، بول سوليفان، لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، أمس، إن هشاشة قطر اقتصاديا واجتماعيا مصدره وارداتها من المواد الغذائية وغيرها من السلع غير المرتبطة بالطاقة، وأضاف "إذا كان هناك حصار حقيقي، قد يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لهم. القرارات التي تمنع مواطني المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من المرور عبر قطر يمكن أن تسبب اضطرابات كبيرة".