حالة من الذعر والهياج، شهدتها محافظة الأقصر، بسبب فتنة طائفية وقعت بين مسلميي ومسيحيي أهالي منطقة نجع المهيدات بالعديسات قبلي، التابعة لمدينة الطود جنوبالأقصر، إثر خروج الأهالي للتجهمر أمام منزل أحد أقباط النجع؛ للمطالبة بالكشف عن مكان إحدى الفتيات المسيحيات، عقب اختفائها، عقب تردد أنباء عن اعتناقها الإسلام. بداية الأزمة البداية، حينما ترددت أنباء عن اختفاء فتاة مسيحية تدعى أميرة جرجس خليل، تبلغ من العمر 18 عامًا، طالبة بالصف الثالث الثانوي، وتوجه أحد شباب نجع المهيدات يدعى "إبراهيم محمد أحمد نور" البالغ من العمر 19 عامًا، إلى منزل الفتاة، ليؤكد لأفراد أسرتها أنه متزوج من ابنتهم، ويطالبهم بالكشف عن مكانها بعدما قاموا بإخفائها عقب علمهم باعتناقها الإسلام، إلا أن أسرة الفتاة، أنكرت معرفة مكان ابنتهم.
تجمع الأهالي وبعد تداول أنباء عن اعتناق الفتاة للإسلام، تجمهر الأهالي أمام منازل الأقباط، مطالبين إياهم بالكشف عن مكان الفتاة، واتهم الشباب أهالي الفتاة بتعذيبها وإخفائها عقب اعتناقها الإسلام، وإخفائها داخل أحد الأديرة لإجبارها على العودة للمسيحية من جديد.
تدخل الأمن وإثر تجمع الأهالي أمام منازل الأقباط بالقرية، تم إبلاغ النجدة، وتدخلت قوات الأمن برفقتهم محافظ الأقصر محمد بدر واللواء عصام الحملي مدير الأمن، حيث تمت تهدئة الأمر في اليوم الأول، وعمل محاضر في قسم الشرطة ببلاغات للطرفين.
حيث تلقى اللواء عصام الحملي، مدير أمن الأقصر، إخطارًا من اللواء زكي مختار، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، يفيد بتجمهر العشرات بنجع المهيدات بقرية العديسات قبلي، بسبب اختفاء الفتاة. وانتقل اللواء الحملي للقرية على رأس قوة أمنية، فرقت المتجمهرين خشية حدوث اشتباكات.
اشتباكات الأهالي مع الأمن وما لبث أن عادت الأوضاع للهياج من جديد، ونتج عن هذه التجمهرات اشتباكات مع قوات الأمن بعد إلقائهم الطوب على سيارات الشرطة، ما أدى إلى إصابة 7 ضباط ومجندين من قوات الأمن، وفرضت قوات الشرطة كردونًا حول القرية والتقت القيادات الأمنية بكبار العائلات لاحتواء الموقف.
الغاز المسيل للدموع وعقب تصاعد الموقف من قبل الأهالي المتجمهرين أمام منازل الأقباط، اضطرت قوات الأمن، إلى استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين تجمهروا للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
القبض على 11 شخص وألقت أجهزة الأمن القبض على 11 شخصًا، بتهمة إثارة الشغب والتظاهر دون إذن مسبق، ومقاومة السلطات، حيث تم تحرير محضر بالواقعة، وجارٍ إحالتهم للنيابة العامة لتولي التحقيقات.
روايات عن الأحداث وبالرغم من انتشار الأزمة، وتداولها، إلا أنه حتى الآن، لا توجد رواية ثابتة عن الأحداث، حيث جاءت الرواية كما يرويها الأقباط بالقرية، بأن أسرة الفتاة تركت المنزل، منذ عشر أيام، بعد محاولات التجمهر والتعرض والاعتداء على الفتاة وتهديدها بقتل والدها، لأن هناك شاب مسلم يريد الزواج بها وإجبارها على ذلك.
أما رواية الشاب المسلم المدعي بأنه زوج الفتاة، يقول إن الفتاة أسلمت وتزوجت منه، لذلك حشد الأهالي وتجمهر أمام منزلها، لمطالبة أهلها بتسليمها بعد أن قاموا بإخفائها داخل أحد الأديرة، لإجبارها على العودة للمسيحية من جديد.