تسعى مصر في الفترة الأخيرة، إلى تقوية علاقتها بحلفائها الاستراتيجيين من الدول الكبرى، في مجال التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات والتكنولوجيا العسكرية، انطلاقًا من خططها للتطوير التسليحي والتقني، والارتقاء بمنظومتها العسكرية، ووضع كافة السبل والوسائل التقنية الحديث التي توصل لها العلم الحديث، في مجال التسليح والرصد، لرفع كفاءتها العسكرية وقدرتها القتالية، وتكون القوة الكبرى والضاربة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بدون منازع، وتمثل روسيا حليفًا حيويًا للقوات المسلحة المصرية، منذ ثورة 30 يونيو، عندما كسرت المؤسسة العسكرية، فكرة المصدر الأوحد لاستيراد السلاح والتكنولوجيا العسكرية، وبدأت في تنويع مصادر السلاح بين القوى الكبرى العالمية، ووجدت في دولة روسيا الصديقة الحليف المميز للارتقاء بالمستوى القتالي وتبادل الخبرات والتعاون العسكري المشترك. ومن المنتظر أن يتم التجهيز والتنسيق لمناورة عسكرية مشتركة "جسر الصداقة"، لتجري قبل نهاية عام 2016، بين جمهورية مصر العربية ودولة روسيا الصديقة، في مجال مكافحة الإرهاب، تقوم بها القوات البحرية المصرية ونظيرتها الروسية لرفع الكفاءة القتالية، من خلال تلك المناورات البحرية المشتركة والتي تساعد على الاندماج بين القوتين في وقت الأزمات. وقال اللواء أركان حرب محمد عبد الله الشهاوي - الخبير العسكري والاستراتيجي، والمستشار العسكري لكلية القادة والأركان، بأكاديمية ناصر العسكري العليا - أن مناورات جسر الصداقة، الروسية المصرية الأولى، جرت في شرق البحر الأبيض المتوسط في الفترة من 6 إلى 14 يونيو 2015، ومثلت الجانب الروسي في المناورات 5 سفن وعلى رأسها طراد "موسكو" الصاروخي، بينما مثلت الجانب المصري فرقاطتان هما "طابا" و"دمياط"، والزورقان الصاروخيان "25 أبريل" و"18 يونيو"، وناقلة الوقود "شلاتين". وأضاف اللواء محمد الشهاوي - في تصريحات إلى بوابة "الفجر" أن المناورات العسكرية "الروسية-المصرية"، تزيد من الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي للقوات والعناصر البحرية المصرية، كما يساعد التدريب والجاهزية لكافة المخاطر التي قد تواجها مصر على المستوى البحري، في مجال محاربة الإرهاب وحماية الموارد المصرية البحرية في البحر الأبيض المتوسط، ويضيف رصيدًا جديدًا للتعاون العسكري "المصري-الروسي". وفي إطار رغبة روسيا في زيادة روابط التعاون العسكري مع مصر، كحليف استراتيجي لها، عقدت مذكرة تعاون مع مصر لتمنحها حق الوصول واستخدام المنظومة الفضائية الروسية، وهي منظومة اتصالات فضائية مقابلة للمنظومة الملاحية الأمريكية لتحديد المواقع، وتضم تلك المنظومة التي ستستخدمها مصر 24 قمرًا صناعيًا ذو مواصفات متطورة، تمنح كل قمر دقة وضوح متناهية الدقة، لتستخدمها مصر في المسرح العسكري، خاصًا برصد الأهداف في منطقة سيناء. ويعلق اللواء نبيل أبو النجا - الخبير العسكري والاستراتيجي - بقوله: تلك المنظومة ستساعد على رصد الأهداف الثابتة والمتحركة بدقة متناهية، في مناطق سيناء، في مثلث الإرهاب في العريش ورفح والشيخ زويد، لرصدها بدقة عن طريق الأقمار الصناعية، وبالتالي اصطيادها بمنتهى السهولة، سواء بواسطة القوات الجوية أو القوات البرية، كما يمكن استخدمها لرصد المخربين وعمليات التهريب والتسلل على الجانب الغربي، على الحدود الغربية مع الجماهيرية الليبية في الشريط الحدودي، وبالتالي ستكون ضربة قاضية لتجار المخدرات والسلاح وتهريب البشر. وتابع "أبو النجا" - في تصريحات إلى بوابة "الفجر" -: هذه المنظومة الفضائية الحديثة ستكون إضافة للقوات المسلحة المصرية، ويكفي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت نظام GPS في 90% من ضرباتها في العراق، مشيرًًا إلى أنه في أثناء زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لمصر، تم فيها توقيع عقد لتوريد مصر ، بقمر صناعي للاتصالات العسكرية، لتقوم بمهام تشفير الاتصالات العسكرية وفرض نظم جديدة في القيادة، ما سيساعد في تحقيق الكفاءة التشغيلية القصوى من كل الوحدات القتالية وقطع السلاح الجديد، التي تعاقدت مصر عليها من الدول الكبرى خلال العامين الماضيين.