يُعد الكاتب أبوالسعود الإبيارى، من أهم كُتاب السيناريو والأغانى، فى الفترة من 1930 إلى 1973، وكان مونولوج "بوريه من الستات" للمونولوجيست سيد سليمان، هو نقطة الانطلاق بالنسبة له، حيث حقق نجاحا كبيرا وقتها، وكتب بعدها عدة استكشات فكاهية لفرقة الراقصة بديعة مصابنى، وكان يستمد قوة إبداعه من المفردات اللغوية التى يرددها الناس فى الشوارع والمقاهى. اكتشف موهبته فى كتابة الزجل وهو طفل فى مجلة "الأولاد"، الكاتب الكبير بديع خيرى، وأعطاه الفرصة لأن يكون زجّال ومؤلف مسرحى، ليثبت موهبته الفنية الكبيرة، ويصعد سلم النجاح بخطى ثابتة، ويصبح بعدها من أبرز الكُتاب فى هذه الفترة الزمنية، وأُطلق عليه العديد من الألقاب ومنها: موليير الشرق، أستاذ الكوميدية، وجوكر الأفلام. وقدم "الإبيارى" للسينما عدد كبير من الأفلام الكوميدية لأهم الفنانين فى هذا الوقت، ومنهم اسماعيل يس، فريد الأطرش، ومحمد فوزى، ومن أفلامه: الزوجة 13، صغيرة على الحب، طاقية الإخفاء، سكر هانم، والبحث عن فضيحة، وتميزت كتابته بالسلاسة والبعد عن التكلف، إلى جانب الحس الفكاهى الواضح. يعتبر الفنان اسماعيل يس، هو شريك النجاح للكاتب أبوالسعود الإبيارى، فى عدد كبير من الأفلام التى حملت اسم "اسماعيل يس فى.."، حيث كونا ثنائى فنى ناجح فى السينما المصرية، كما أسسا معا قرقة اسماعيل يسالمسرحية، وألف الإبيارى، من خلالها أكثر من 65 مسرحية، لاقت نجاحا كبيرا لدى الجمهور. ولم تقتصر كتابات الإبيارى، على الأفلام الكوميدية فقط، بل أبدع فى كتابة سيناريو أهم أفلام الفنانة فاتن حمامة، ومنها: اليتيمتين، ست البيت، وظلمونى الناس، كما يعتبر المكتشف الأول للفنانة لبلبة، والذى أطلق عليها هذا الاسم الفنى، وكان السبب فى اول بطولة للفنان عادل إمام والفنانة ميرفت أمين فى السينما، من خلال فيلم "البحث عن فضيحة". تألق أبو السعود الإبياري، فى كتاباته الصحفية في فترة الخمسينيات، فكان يكتب بمجلة "الكواكب" أسبوعياً ومجلة "أهل الفن" تحت عنوان "يوميات أبو السعود الإبيارى"، حتى توفى فى 17 مارس عام 1969، بعدما قدم للسينما المصرية مجموعة من خيرأفلامها، وأنجب أولاده مجدى وأحمد ويسرى، الذين ورثوا عنه الإبداع والفن المسرحى الهادف، وحفيده هو الفنان الشاب طارق الإبيارى.