شهدت أزمة اللوحات المجهولة بالمعارض الفنية، فصلا جديدًا، بطله هذه المرة هو الفنان التشكيلى الراحل عبد الهادى الجزار، والتى أثارتها أسرته عقب زيارتها لأحد المعارض، التى عرضت لوحاته، واكتشافها أن اللوحات الفنية المعروضة لوالدهم مزورة. وهو ما أشعل خلافًا حادًا بين أسرة «الجزار» وكل من الفنان التشكيلى السكندرى، خالد هنو مالك عدد من الوحات المنسوبة للجزار، والفنان التشكيلى عصمت داوستاشى، الذى منح هذه اللوحات شهادة «أصالة»، واعتمدها أصلية. وقام «هنو» برفع دعوى سب وقذف ضد «داوستاشي»، خاصة أنه يملك شهادات الأصالة للوحات، باعتبارها أصلية، بخط «داوستاشى» نفسه، نظير مبلغ مالى عن كل شهادة، وهو ما أنكره «داوستاشي» جملة وتفصيلا. وقضت محكمة جنح الدخيلة، بالإسكندرية، خلال الأيام المنصرمة، بتغريم عصمت داوستاشى، مبلغ 5 آلاف جنيه، فى القضية رقم 15822 لسنة 2015 سب وقذف، لصالح خالد هنو، بعد وصفه للوحات بالمزورة، رغم الشهادات التى تحمل توقيعه بأنها أصلية. بدأت الأزمة فى شهر مايو المنصرم، عقب قيام الفنان التشكيلى، خالد هنو، بتنظيم معرض بالإسكندرية، لعدد من مقتنياته الفنية، بينها لوحات ل«الجزار» وآخرين، بحضور العديد من الشخصيات البارزة فى مجال الفن التشكيلى، باعتبارها أعمالاً أصلية لأصحابها وتحمل توقيعهم، بحضور عصمت داوستاشى. وقامت السيدة فيروز عبد الهادى الجزار ابنة الفنان التشكيلى الراحل، آنذاك بالتشكيك فى اللوحات المنسوبة لوالدها ووصفتها ب«المزورة»، وتقدمت ببلاغات للنيابة العامة بذلك، عقب اكتشاف الأسرة الإعلان عن أكثر من معرض تشكيلى، يزعم وجود لوحات للفنان الراحل، رغم وفاته منذ عام 1966. وهذا ما دفع «هنو» للرد بأصلية اللوحات، ووجود شهادة موثقة من الفنان التشكيلى عصمت داوستاشى، تفيد بأنها من أعمال الفنان عبد الهادى الجزار، وقام بعرض الشهادات الموثقة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»؛ لتبرئة ساحته. فجاءت المفاجأة، باعتراف «داوستاشي» أن اللوحات ليست أصلية، ولا يعلم شيئا عن الشهادات التى تحمل توقيعه، واصفا إياها بالمزورة، وأن صاحبها محتال، وهذا ما قابله «هنو» بإعلانه لشرائه اللوحات من عصمت داوستاشى نفسه -دون الإفصاح عن ثمنها - وأنه باعها له على أنها لوحات أصلية، ولديه شهود على عملية بيع اللوحات. وعليه فقد قام «هنو» برفع دعوى سب وقذف ضد «داوستاشى»، طالبه خلالها بتعويض مالى قدره 5 ملايين جنيه عما أصابه من أضرار؛ نتيجة تعرضه للاحتيال والنصب، وشراؤه لوحات مزيفة على أنها لوحات أصلية.