أكد الدكتور حسن زيان، رئيس مجلس إدارة مستشفى الجيزة الدولي، وأمين صندوق نقابة التطبيقين، أن قضية العدالة الاجتماعية مازالت تشكل الأولية القصوى بالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال "زيان" فى تصريحات له مساء أمس الإثنين، إن المناطق العشوائية في مصر زادت خلال السنوات العشر الأخيرة بما يزيد عن 40%، وتحتوي على نسب عالية من الكثافة السكانية في ظل افتقاد كامل لأى بنية أساسية سواء صرف صحى، مياه، كهرباء، فضلا عن تردى الحالة الصحية بين سكان تلك المناطق وتفشي الأمراض. وأضاف "زيان"، أن العشوائيات تعتبر بيئة خصبة لنمو التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن لجوء الرئيس السيسي إلى تصفية تلك البؤر العشوائية بالتزامن مع دعوته لتغيير لغة الخطاب الدينى وتنقية الإسلام من المفاهيم المغلوطة كفيل بالقضاء التام عن مشكلة الإرهاب في مصر. واعتبر "زيان" أن العشوائية التى يقصدها، ليست فقط المتمثلة في الإقامة في المناطق غير المخططة، والتى تفتقر إلى الخدمات، ولكن المقصود أيضا هو طريقة التعامل في الشارع المصرى بوجه عام والتغيرات التى شهدتها الروح والأخلاق المصرية، خاصة في السنوات الأربع الماضية التى مثلت علامة فارقة في حياة هذا الشعب. وطالب "زيان" بضرورة أن تنشط المؤسسات الطبية والعلمية في مصر، لدراسة الحالة النفسية و"التغيرات التى طرأت علينا كشعب خلال تلك الفترة " ومتابعة تداعياتها خاصة وأنها ستشكل ثوابت سيكولوجية، غائرة في طبيعة المصريين لسنوات قادمة". ودعا "زيان" إلى ضرورة إستلهام التجارب الناجحة التى خاضتها الحكومة المصرية خلال الفترات السابقة، وذلك في إشارة إلى النجاح الذى حققته فى مدة وجيزة للغاية فى إعادة الأمل لدى نفوس المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية خاصة فيروس "سي" الذي يشكل تهديدا خطيرا لصحة الملايين من المصريين. وأوضح "زيان"، أن هذا النجاح هو ما جعل منظمة الصحة العالمية تستعين بالخبرات المصرية من أساتذة الكبد وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لتكرار التجربة المصرية الرائدة فى بعض الدول التى تعانى من فيروسات مشابهة، وهو ما أدى أيضا إلى علاج اكثر من 100 الف مريض خلال 9 أشهر فقط. وأضاف زيان: "نعترف أن هناك قصورا فى الاهتمام بالصحة العامة للمصرين، ولكن يمكن أن نقول أيضا.. هنا نجحت الحكومة فى توفير العلاج اللازم لمرضى فيروس "سى" برغم الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد، الأمر الذى منح الأمل للكثير من أبناء الشعب الذى يعانى من هذا المرض اللعين". وتابع "زيان" أن الاستثمار الحقيقى فى بلد تعداده اكثر من 90 مليون نسمة، يجب أن يكون فى المواطن لأنه يمثل راس المال الحقيقى لمستقبل الأجيال القادمة.