تحولت مقابر زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا، إلى مرتعاً للذئاب والكلاب الضالة واللصوص وتجار ومتعاطي المواد المخدرة، مستغلين الأعداد الكبيرة للمقابر بالقرية والتي تخطت ال 10 ألاف مقبرة، وسط تجاهل تام من رجال الأمن . إنتقلت "الفجر" إلى القرية، الواقعة بالبر الشرقي لمركز المنيا، ورصدت عدستها ما يدور داخل المقابر بمعرفة واحداً من أهالي القرية. "الفجر" رصدت الأعداد الكبيرة لمقابر الموتى، والتي زٌحفت على منازل الأهالي، وأصبح الأحياء وجهاً لوجه للأموات بعد أن تم تخصيصها كمقابر لأهالي مدينة المنيا وأكثر من 35 قرية تابعين للمركز، جميعهم يدفنون موتاهم بمقابر الزاوية .
وأشارعدداً من الأهالي ومنهم محمد عبد الفتاح، إلى المخاطر التي يتعرضون لها ليل نهار، متمثلة في الإنتشار الكبير للذئاب ليلاً والكلاب الضالة نهاراً، حيث أن القرية ملاصقة لجبل الشرقي، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر، ومهاجمة تلك الذئاب والكلاب لأهالي القرية بين الحين والآخر، والتي كان آخرها مهاجمة أحد الذئاب لأحد شباب القرية خلال توجه لأداء صلاة الفجر، والتي أدت إلى مقتله في الحال.
وأوضح الأهالي، أنه وبسبب الزحف الكبير لمقابر الموتى داخل قريتهم، أدى إلى زيادة المساحة المقامة عليها المقابر عن المساحة المقامة عليها المنازل، الأمر الذي تسبب في مهاجرة أهالي القرية، وقيامهم ببناء منازل بالقرىة المجاورة أو مدينة المنيا ، بسبب عدم وجود مساحات لبناء منازل عليها، كما أدت إلى إنعدام القرية لأية خدمات من مستشفيات أو مدارس، لعدم وجود مساحات للبناء عليها .
"أصوات العويل والصراخ يفزع أولادنا وأصابهم بالصرع "، بهذه الكلمات قال خلف محمد -أحد سكان القرية - أن المقابر دائما ما تستقبل يومياً ما بين جثة إلى 4 جثث، خاصة وأنها تستقبل أكثر من 35 قرية بالإضافة إلى سكان المدينة، وأنه بسبب الصوات والصراخ والعويل، أصيب عدداً من أطفال القرية بالصرع. وطالب الأهالي، اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، بضرورة العمل على توفير أماكن بديلة لإقامة مقابر عليها لدفن موتى المحافظة، خاصة وأن القرية أصبحت عبارة عن مقبرة كبيرة تسكنها الحيوانات وتنتشر بها أروائح الكريهة .