قال الدكتور محمد البرادعي، في محاضرته النهائية بصفته حامل مقيم لجائزة نوبل بمدرسة فليتشر بجامعة تافتس، "هذا جزء من رحلة الإنسان في كل مكان. كانت الناس تسعى عبر التاريخ البشري لايجاد وسيلة للعيش في سلام وكرامة".
بوضع التحديات الراهنة لبلدان الربيع العربي في السياق، حدد الدكتور البرادعي تصريحاته عن طريق رسم أوجه الشبه من الثورات السابقة في أوروبا وأمريكا وروسيا: "استغرق الفرنسيين ما يقرب من 90 عاما حتى الجمهورية الثالثة، عندما بدأت تحقيق الاستقرار".
و أضاف:"عندما ننظر إلى الثورة الأميركية، تستغرق 5 سنوات للحصول على الدستور، و 7 سنوات للحصول على وثيقة الحقوق، استغرق الأمر حرب أهلية، حيث خسر 600,000 شخص حياتهم ".
وتابع، انه بمقارنة هذا إلى الوضع الحالي لبلدان الربيع العربي، "إن الديمقراطية ليست قهوة فورية، انها ثقافة، انها ممارسة، انها المؤسسات. كل هؤلاء الناس يعرفون بالضبط ما لا يريدون، ولكن بعد يوم واحد من [الثورة] كان من الصعب جدا الاتفاق علي ما لا يريدوا. "
ذهب الدكتور البرادعي لمناقشة القضايا الفكرية والعملية المعقدة التي تواجه بلدان الربيع العربي، ويشمل هذا الحاجة إلى العدالة الانتقالية وتقصي الحقائق والمساءلة؛ التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ تنمية المجتمع المدني؛ وإقامة القانون والنظام، من بين قضايا أخرى، الأهم من ذلك، شدد على الحاجة إلى التعليم، "عشر سنوات من الآن سيرحل هؤلاء الحكام، و سيحتاج الشباب لتولي المسؤولية، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى ان يكونوا متعلمين وفهم العالم كما هو اليوم .... التعليم هو مفتاح الحل"
بالنسبة للمجتمع الدولي، شدد على الحاجة إلى الاستثمار في التعليم وفي جعل الناس يفهمون أنك مرتبط بهم على أساس التضامن الإنساني، بالنسبة للغرب على وجه الخصوص، شدد على ضرورة "خلق قناعة بأننا لسنا في اشتباك متأصل بين الحضارات. لدينا ثقافات مختلفة، لكننا متكاملان. نحن بحاجة إلى التواصل مع بعضنا البعض على أساس التضامن الإنساني ".
انهي الدكتور البرادعي تصريحاته بالتأكيد على أن المنطقة ككل في أزمة وتحتاج إلى مؤتمر سلام شامل مع جميع اللاعبين في المنطقة، "لا يمكنك ترك الوضع في التفاقم كما يحدث الآن. لا يمكننا ،على سبيل الأخلاق وعلى سبيل بقاء الإنسان ، ترك المنطقة علي ما هي عليه الآن ".
أدار نديم شحادة، مدير مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية، مناقشة الجمهور بعد تصريحات الدكتور محمد البرادعي، والتي لخصها بالتأكيد على "ضرورة أن ننظر إلى المشكلة في مسألة عالمية، أنه لا يوجد شيء خاص بشعب الشرق الأوسط يجعله يستحق أن يعيش في ظل هذه الديكتاتوريات، أن الإنسانية واحدة ".