عاشت مصر على مدار ثلاث سنوات تترقب الحكم على مبارك و رجاله الذين أفسدوا الحياة السياسية و الإجتماعية للشعب المصرى، ما دعى جموع غفيرة للخروج على الفساد و المفسدين، لكن الحكم بالبراءة جاء مخيبا لأمال المصريين، فكانت الدعوات للتظاهر اليوم الجمعة لرفض الحكم بالبرائة، و على الجانب الأخر يحتفل مؤيدى مبارك بالحكم ببراءتة و عودتهم مرة أخرى يطلون برؤسهم على المشهد السياسي،و هو ما إستفز أغلب المصريين. من جانبها قالت الدكتورة كريمة الحفناوى،أن رجال نظام مبارك الذين تسببوا فى تردى المستوى المعيشى و الأخلاقى و الإجتماعى للشعب المصرى، و عاثوا فى الأرض فسادا و أهدروا ثروات مصر وخصخصوا المصانع لحساب مصالحهم الشخصية، تخيلوا خطأ أنهم من الممكن أن يعودوا مرة أخرى للمشهد السياسي و التدخل فى شئون المصريين الذين خرجوا عليهم و على مبارك، للتخلص من فسادهم و إفسادهم، و توهموا خطأ أن الحكم بالبرائة لمبارك هو حكم بالبراءة لعصره، و هو ما لن يكون أبدا ما حينا على أرض هذا الوطن. و طالبت الحفناوى، أن يكون هناك نص تشريعى لمحاكمة الفساد و رموزه، و أن تجتمع الإرادة السياسية للقائمين على إدارة الدولة و رئيس الجمهورية، بعدم السماح بعودة رجال نظام مبارك مرة أخرى للمشهد السياسي و البرلمان القادم. وتابعت قائلة" سيادة الرئيس، بعد ثورتين ليس المطلوب للشهداء تعويض مادى بل عدالة إنتقالية و عدالة ناجزة لمحاكمة هؤلاء، فتهم القتل و التعذيب و لا تسقط بالتقادم و لا يغفرها التاريخ" و فى سياق متصل، أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، أن من يتصور عودة نظام مبارك مرة أخرى للمشهد السياسي فهو واهم، و قالت" مؤيدى مبارك و رجاله عملاء للأمريكان، و الشعب المصرى رفضهم و ثار على فسادهم و لا عودة لهم أو لمرسي مرة أخرى، و "إستحالة مبارك أو مرسي تانى". بينما أوضح الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديموقراطى، أن من شارك فى رسم سياسات الدولة المصرية فى عهد مبارك لا بد و أن يتنحى عن الظهور مرة أخرى على المشهد السياسي، مشيرا إلى أن، الشعب المصرى هو من سيرفض عودتهم مرة أخرى فى كل المحافل السياسية، و على رجال مبارك أن يحترموا إرادة الشعب الذى يرفضهم. و على الجانب الأخر تسأل المستشار إيهاب الخولى، أين أنت يا حمرة الخجل فى وجوه رجال مبارك، مشيرا إلى أن رجال مبارك فور صدور حكم البراءة قاموا برفع قضية أمام محكمة القضاء الإدارى بعودة الحزب الوطنى من جديد. و أكد الخولى، أن مصر الجديدة تحتاج إلى أبنائها جميعا دون إقصاء إلا لمن خان و أفسد فى مصر، و علينا جميعاً أن نحترم حكم المحكمة و فتح صفحة جديدة لبناء مصر، قائلا" لا إقصاء و لاعودة".