عمار على حسن: خلو بيان ووثيقة الجماعة من عودة الشرعية دليل واضح على يأس الإخوان بان: وثيقة بروكسل وبيان الجماعة الأخير هو مغازلة جديدة للسلطة السياسية المتواجدة
بعد حوالى ثمانية أشهر من فض اعتصامي رابعة والنهضة وسنة على عزل محمد مرسي، أصدرت جماعة الإخوان لأول مرة بيانا إلى المصريين تتحدث فيه عن السيادة للشعب وعن مؤسسات الدولة، وأنها تريد البناء بدلا من الهدم، فيما خلا البيان لأول مرة منذ عزل مرسى من الحديث عن عودة الشرعية، ما اعتبره البعض مراوغة سياسية للجماعة، فيما اعتبرها بعض المقربين منها رد على الشبهات التي تدور حولها.
وكانت جماعة الإخوان، التي صنفها مجلس الوزراء أنها جماعة إرهابية، قد اتهمت بالعديد من القضايا في أحداث العنف الأخيرة، وصدر ضد العديد من قياداتها أحكام وصلت إلى الإعدام، إضافة إلى أحكام المؤبد والمنع من السفر.
ويأتي بيان الجماعة بالتزامن مع وثيقة بروكسل، وهى الوثيقة التي أصدرها عدد من مؤيدي الجماعة في الخارج وتنباها الشيخ يوسف القرضاوي، أحد المؤيدين للجماعة، واصفا ما حدث فى 30 يونيو أنه "انقلاب"، بجانب عدد آخر من شخصيات الجماعة مثل عمرو عبد الهادى ووائل قنديل والمستشار وليد شرابي.
وتطالب وثيقة "بروكسل" بتبنى أهداف 25 يناير والالتفاف مرة أخرى حول المطالب الثورية للوقوف ضد ما أسموه "حكم العسكر"، ما اعتبره البعض تنفيذ لحديث الإعلامى أحمد منصور "المؤيد للإخوان"، والتي قالها في إحدى المؤتمرات حتى يحدث تلاحم مرة أخرى بين القوى الثورية والإخوان.
ورأى الدكتور عمار على حسن، الباحث في شئون الإسلام السياسي ومدرس علم الإجتماع، أن بيان الجماعة هو مراوغة سياسية من أجل الدخول إلى الساحة السياسية مرة أخرى، خاصة أن الانتخابات البرلمانية قادمة والإخوان ستشارك فيها وهذا البيان ما هو إلا تمهيد لذلك.
وأضاف حسن، ل"الفجر"، أن خلو البيان من عودة الشرعية دليل واضح على يأس الإخوان من هذا المطلب، بالاضافة إلى كلمات "مؤسسات الدولة – السيادة للشعب"، وهي كلها كلمات تعنى قبول الإخوان بالوضع الحالي.
فيما قال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية والإخوانى المنشق، إن وثيقة بروكسل وبيان الجماعة الأخير هو مغازلة جديدة للسلطة السياسية المتواجدة من أجل عودة الجماعة مرة أخرى إلى الساحة السياسية بعد استمرار خارطة الطريق في مسارها الطبيعي.
وأضاف بان، ل"الفجر"، أن البيان والوثيقة صدروا من قيادات الجماعة، لافتًا إلى أن هذا سيسبب أزمة داخل الجماعة بسبب الشباب التي لا تريد أي نوع من أنواع المصالحة، واصفا ذلك بالمأزق الحقيقى للجماعة فى أنها لن تسيطر على قواعدها في حالة المصالحة.