كشف الكاتب الصحفى، عادل حمودة، عن كواليس حادث تفجير مدينة طابا والذى استهدف حافة سياحية أمس الأحد، قائلا: أن مديرة الشركة السياحة المضارة "مرجريت عوض" ابلغتنى وهى فى شدة الغضب "أن شاب عمره 25 سنة استغل وقوف الاتوبيس بالقرب من منفذ دخول إسرائيل وصعد إلى كابينة السائق وفجر نفسه بعد أن داس بحذائه على تليفون محمول". وأضافت مرجريت عوض، أن "الشاب لم يلفت نظر كل رجال الأمن فى المنطقة المحرمة على المدنيين" متسائلة: فهل هو يعرفونه جيدا؟ هل هو واحد من طابور الإرهاب الخامس فى الداخلية؟.
ووفق تصريحات حمودة، فان مديرة الشركة أكدت أن وزير السياحة لم ينقل جثمان السائق بالطائرة كما وعد، مضيفا: "صندوق الكوارث فى الوزارة عاجز عن دفع تعويض.. وشركات التأمين ترفض التأمين على كل ما يتصل بالإرهاب".
وقالت عوض: "يأتى السياح من كوريا الجنوبية إلى سيناء بحثا عن البركة المقدسة التى يجدونها فى دير سانت كاترين، ويحرصون على صعود الجبل الذى كلم الله موسى على قمته، وبعدها يواصلون رحلتهم إلى القدس، حيث كنيسة القيامة، وقبر السيد المسيح، ليحصلوا على المزيد من الشعور بالروحانية فى عالم سيطرت عليه مظاهر القسوة المادية".
وتابعت: "مساء السبت الماضى بات ثلاثون سائحا من تلك البلاد الآسيوية البعيدة ليلتهم فى دير سانت كاترين بعد أن زاروه واشتروا هدايا تذكارية مسيحية منه، وفى صباح اليوم التالى صعدوا الجيل القريب منه استعدادا لركوب سيارة أتوبيس تابعة لشركة كرافت المصرية، يوصلهم إلى منفذ الحدود عند طابا ليدخوا منه إلى إسرائيل فى طريقهم إلى القدس، ووقف الأتوبيس عند المنفذ فى منطقة تخلو عادة من المدنيين.. عند المنفذ كمين للشرطة.. ومقر لشرطة السياحة.. بجانب رجال الأمن السريين المنتشرين حولهما.. ما يعنى أن سيطرة الداخلية على المنطقة كاملة.. ويصعب اختراقها".
وأوضحت مديرة الشركة فى حديها ل"حمودة": "نزل أمين شرطة من الأتوبيس حاملا معه جوازات سفر الفوج السياحى ليذهب بها إلى الجوازات واضعا عليها طوابع تأشيرة دخول الجانب الآخر.. قبل وضع خاتم إسرائيل عليها، وفى تلك اللحظة طلب أحد السياح أن يأخذ حقيبة صغيرة ليحملها معه.. فنزل السائق سامى جوزيف ليفتح مخزن الحقائب ويخرج له ما يريد.. وفى تلك اللحظة أيضا ظهر شخص مدنى مريب.. شاب لا يزيد عمره على 25 سنة.. بجرأة تثير الريبة لم يخش كل مظاهر الأمن من حوله.. وصعد الأتوبيس بكل ثقة.. ووقف فى مقدمته.. وألقى بموبايل على الأرض.. وداسه بحذائه.. فانفجر الأتوبيس وهو معه".
وحول ملابسات الحادث على هذا النحو ووسط كل هذه الإجراءات الأمنية جعلت صاحبة الشركة ومديرتها مرجريت عوض تتهم الداخلية بالإهمال بل أكثر من ذلك اتهمتها بالتواطؤ.
وبسئالها عن مصلحة الداخلية فى حادث يهدد بقاء قيادتها بما فى ذلك الوزير؟.. قالت عوض: "يمكن أن تكون الداخلية مخترقة.. لقد كشفت أحداث سابقة عن وجود أشخاص ساهموا فى اغتيال زملائهم أو تفجير مديريات الأمن أو الهجوم على اقسام الشرطة"، مضيفة: المقصود أن الشخص الذى فجر الأتوبيس يمكن أن يكون معروفا لدى رجال الأمن ويثقون فيه.. وغافلهم وفعل ما فعل.. ولو صحت هذه النظرية فإن كثيرا مما يجب تغييره فى الداخلية تكون له الأولوية".
وفى حديثها مع الكاتب الصحفى عادل حمودة، طالبت مديرة الشركة، الحكومة بتعويض عن الأتوبيس الذى تفجر ويصل سعره إلى مليونى جنيه.. ولا يحظى بتأمين.. فالشركات المتخصصة ترفض التأمين على كل شىء يتعرض للإرهاب.. وهو ما يحتاج إلى إعادة نظر.. ولو رفعت قيمة البوليصة.
ورغم أن وزير السياحة صرح فى الفضائيات ليلا باعتبار السائق شهيدا وأنه سيحمل جثمانه ليعود به فى طائرة خاصة، قالت عوض: لم يحدث شيئا من ذلك..فكلام الليل مدهون بالزبد ما إن تظهر شمس اليوم التالى حتى يسيح.. فبعد أن التقط المسئولون صورا تذكارية بجانب الأتوبيس ستمضى الحياة بهم.. معتمدين على ذاكرة النسيان.. لقد تولت الشركة إعادة الجثمان.. وتعذب موظفوها عند استخراج تصريح الدفن.. فحتى الإجراءات الإدارية لم تجد من يسهلها فى مثل هذه الظروف الصعبة" على حد قولها.
وشدد مديرة الشركة: "كل ما حدث من وزارة السياحة أنهم طالبوا الشركة بإرسال مندوب عنها لاستكمال البيانات.. دون أن يعرف أحد من أصحاب الشركة أو أصحاب الشركات السياحية الأخرى ما الذى ستقدمه الوزارة غير الثرثرة.. وتبرير ما يحدث"، متسائلة: "أين صندوق الكوارث؟ لو لم يصرف تعويضا عن مثل هذه الحوادث فلمن يصرفها؟".