أكد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية والقيادى الإخوانى المنشق سامح عيد أن التفجير الأخير الذى استهدف موكب وزير الداخلية يؤكد من خلال التكنيك المستخدم أننا فى مواجهة مباشرة مع تنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات الإسلامية المسلحة الذين دخلوا مصر بأعداد كبيرة فى الفترة التى حكم فيها محمد مرسى المعزول البلاد، وما هو اكثر من ذلك خطورة أنهم استطاعوا الانتقال من سيناء إلى القاهرة وهذا مؤشر غير ايجابى.
واضاف عيد فى تصريحات "للفجر": دخلنا منعطفا خطيرا فى الارهاب الأسود من حيث الكوادر المدربة على استخدام تقنيات ومواد حديثة فى عمليات التفجير تختلف عن تلك التى عانينا منها فى ثمانينات وتسعينيات القرن الماضى مما يزيد الأمر تعقيدا وخطورة، حيث أن هذه الكوادر لديها خبرة واسعة النطاق فى العمليات الارهابية لأنها تدربت على يد اعتى أجهزة الاستخبارات فى العالم وعلى فترات زمنية كبيرة قاربت الآن الثلاثين عاما.
وتابع: هذه الكوادر متنوعة فمنها من عمل فى افغانستان وتدرب على يد المخابرات الأمريكية ومنهم من عمل بالعراق وتدرب على يد المخابرات الإيرانية . الأمر الذى يجعل من هذه الكوادر عناصر بالغة الخطورة ليس فقط لأنها تنتهج العنف ولكنها لأنها متدربة تدريب عالى وحديث ومع كل أسف لا يقابل هذا التدريب تدريب متكافئ من قبل أجهزة الأمن المصرية التى تحتاج إلى زيادة كفائتها لتوازى تلك الجماعات المسلحة.
وأوضح عيد أن المستوى الكبير فى تنفيذ العملية الإرهابية والتكنيك المستخدم يفوق قدرة الإخوان بكثير حتى بالنسبة للميليشيات وبالتالى ليس من المناسب أن يكون المنفذون إخوان ولكنهم عناصر من الجماعات الإسلامية المسلحة والمدربة نفذت تلك العملية بالوكالة عن الإخوان وبالتنسيق معهم من خلال القيادات الإخوانية الخطيرة وعلى رأسهم محمود عزت كما أن عودة جهاز أمن الدولة إلى عمله من شأنه أن يزيد الخناق على تنظيم الإخوان ويعجزهم عن القيام بمثل تلك العملية الخطيرة التى تعرض التنظيم إلى الملاحقة الأمنية لأنهم معروفون جيدا لدى ضباط أمن الدولة لذا فمن المرجح أن دور الإخوان فى هذه العملية ليس فى نطاق التنفيذ.
واختتم عيد حديثه قائلا: علينا أن نتبنى فكرة عمل مشترك بين المخابرات العامة المصرية والحربية والأمن الوطنى لتكوين خلية متكاملة ومدربة لمواجهة القدر الكبير من الاحترافية الذى تتمتع به الجماعات المسلحة خاصا وأن اغلب الظن أن هذه العملية الإرهابية لن تكون الأخيرة، كما أن عملية نقل الخبرة الأفغانية والعراقية فى استخدام الأحزمة الناسفة وغيرها من الطرق المتعددة فى التفجير التى نشاهدها يوميا اصبح واردا . كما يجب علينا الافادة من العلاقات السياسية الجيدة التى تتمتع بها مصر مع روسيا بعد ثورة 30 يونية لزيادة الاحترافية لدى الأجهزة الامنية المصرية.