*(السّادة الرّفاعيّة) طريقة صوفيّة وعائلة مصريّة يتّصل نسبها الشّريف بالعارف بالله سيدى "أحمد الرّفاعى" الذى ينتهى نسبه الشّريف ل"سيّدنا الحُسَيْن رضوان الله عليه" ، ما أن تذكر هذه العائلة حتى يتبادر إلى ذهنك أحد أشهر القدرات الإستثنائيّة "السّيطرة على الأفاعى والثعابين" ، إن كان هناك ثعبان فى منزلك أو مكان عملك فإن أحدهم سوف يميل عليك وينصحك قائلاً "شوفلك واحد رفاعى يطلعهولك من جحره ويريحك من شرّه". *تذكرت هذا المعنى عند مشاهدتى للمؤتمر الصحفى العالمى الذى جمع بين السيّد نائب رئيس الجمهوريّة "د.محمّد البرادعى" والسيّدة "كاثرين أشتون" وليس المقصود أنّ السيّدة أشتون مصدر إزعاج ولكن بالتأكيد فإن الدكتور البرادعى كان يتعامل مع الموقف المشتعل مثل "الرّفاعى" ، فهو يحاول إخراج الثعبان المزعج على شرط واحد ألا يقتل الثعبان...فهذه شروط السّادة الرّفاعيّة ،لاتؤذى الثعبان،فقط أخرجه من جحره واقبض عليه ثم إنقله لمكان بعيد فى الصّحراء لا يُزعج المجتمع.
*المؤتمر الصّحفى كان مثيراً لشهيّة قارئى لغة الجسد ،يظهر توتّر السيدة أشتون منذ بداية المؤتمر فقد كانت تتنقّل برأسها يميناً ويساراً أثناء إجابتها وفى بعض الأحيان تترنّح ميلاً بجذعها بالكامل يميناً ويساراً، بينما الدّكتور البرادعى ثابت فى مكانه لايُحرك إلا جزء طفيف من رأسه ، لم يقم الدكتور البرادعى ب"تظبيط النظارة الطبيّة" على وجهه بكف يده بالكامل إلا فى بداية المؤتمر ودون أىّ مواقف موتّرة، قام الدكتور بوضع كف يده على وجهه بيده اليسرى "اليد غير المسيطرة/اللا وعى" بكامل كف يده ،التفسير الذى قد يطفو فجأة فى عقولنا هو محاولة إخفاء نفسه من الموقف برمّته ،لكن وبسبب عدم وجود أىّ مُلابسات موتّرة لأعصابه فيمكن تفسير هذه الحركة على أنّها محاولة من "اللاوعى" لتظبيط الموقف بأكمله من كل جوانبه دفعةً واحدة،بدلاً من لمس طرف النظارة الطبية من اليمين أو اليسار أو منتصف النظارة ثم إعادة لمس النظارة مرّة أخرى إن لم يتمّ ضبطها من المحاولة الأولى.
*لم يتفجّر الموقف إلا بعد قيام مُراسل صحيفة "لو فيغارو" الفرنسيّة بسؤال الدكتور البرادعى (هل بالإمكان تخيّل ذكر إسم مُرسى عند الحديث عن أىّ مستقبل سياسى لمصر؟) ، لاحظ أنّ السّيّدة أشتون كانت تركز وجهها بالكامل نحو الدكتور البرادعى باهتمام شديد للغاية قبل إجابته على السّؤال. *(لا ،أعتقد أن السيّد مرسى بعد الثلاثين من يونيو وبعد تصاعد إحتجاجات الثلاثين من يونيو تأكد البدء فى مرحلة جديدة لتكون تصحيح لمسارة ثورة 25 يناير،أعتقد أنّ هناك خارطة طريق جديدة ، السيّد مرسى فشل لكن جماعة الإخوان مستمرّة لتكون جزءاً من العمليّة السياسيّة ، ونحن نرغب أن يكونو جزءاً من العمليّة السياسيّة) ،مباشرة وفوراً--- قام الدكتور البرادعى بوضع يده اليُمنى فى جيبه ربّما كانت علامة لإخفاء حقيقة أنّ مشاركة الإخوان فى مستقبل العمليّة السياسيّة فى مصر لن تجلب سوى المزيد من المشاكل والدّماء ، ورغم أن تلك العبارة اُخذت عليه من الشعب المصرى ،إلا أن تسامحه ذلك لم يكن كافياً لإرضاء الضيفة الكريمة والتى طلبت بإشارة الكلمة، ظنّ الدكتور أنّها ترغب فى التعقيب لكن كانت المفاجأة ، "السيّدة الضيفة رئيسة الشئون الخارجيّة فى الإتحاد الأوروبى يبدو أنّها تخلّت عن الطائرة الخاصة بالإتحاد الأوروبى وجاءت على متن طائرة الخطوط الأسيويّة بتذكرة سياحيّة" وعليه فعليها مغادرة الجميع للحاق بطائرتها قبل أن تخسر قيمة تذكرة الطيران. *حاول الدكتور بكل لياقة ودبلماسيّة إحتواء الموقف بأن يشجعها على "هل بإمكانك الإجابة على هذا الصحفى أولاً ؟" لكنّها يبدو أنها كانت "راكبة دماغها". *إن قمت بمحاولة الكتابة بيدك اليسرى "وإنتا أصلاً بتكتبك بإيدك اليمين" فسوف تجد خطّك مثل خط أطفال ال"كى جى ون" ،بينما يدك اليمنى تكتب بسهولة مطلقة ، هكذا الدكتور البرادعى ،بينما كان مرسى مثل طفل لأول مرّة فى حياته يُقابل وفوداً أجنبيّة ولايزال يقوم بالتدريب وارتكاب الأخطاء فى كل المناسبات ،إلا أن رجلاً له تاريخ الدكتور البرادعى فإن مقابلة دبلماسيّة رفيعة المستوى هى بالنسبة إليه مثل "شرب كبّاية مايّة"،فالرّجل يُقابل الوفود االدبلماسيّة رفيعة المستوى ،رؤساء وملوك ،جنرالات وقائدى جيوش ،يتحدّث أربعة لغات بطلاقة ومنذ العام 1974،بينما كان مرسى لايزال يُحاول التفكير فى تكوين هيئة رئاسيّة لتحسين مستواه فى نطق الإنجليزيّة ومعرفة البروتوكول وأساليب ومهارات اللياقة فى التعامل مع الوفود الأجنبيّة. *قامت السيّدة أشتون ،عند ذهابها لمصافحة الدكتور البرادعى بعد طلبها المغادرة بمحاولة وضع يدها اليسرى على يده كعلامة حميميّة تُثبت فيها أنّها "معلش ، متخدش على خاطرك" لكنّها تراجعت بسرعة لأن ذلك يُنافى البروتوكول المعمُول به عند مُصافحة الدبلماسيين ، لايُمكن إغفال أنّها إمرأة والنّساء لايتمتّعن بنفس مستوى الثبات الإنفعالى مثل الرجال "أعصابهم خفيفة"،بينما الدكتور البرادعى رجل ويتمتّع بالثبات والإتزان الإنفعالى وتقييم الموقف بسرعة وحَصَافَة. *خروج ضيف دبلماسى من مؤتمر صحفى هو نادرة دبلماسيّة وربّما فُسّرت على أساس عدائى ،فالوقت المُحدّد للمؤتمر الصحفى عادةً مايكون مُعدّاً ومُجهّزاً ب"الدقيقة والثانية" ،وعادةً ماتكون فى واجهة الضيف "ساعة حائط" وراء ظهور جموع الصحفيين بإمكان الضيف النظر إليها لمعرفة المُتبقى له من الوقت أثناء عقد المؤتمر الصحفى ، تصرّف الضيفة هو تصرّف "صبيانى وفجّ" تماماً مثلما فعل "أوباما" عندما علّق تسليم دفعة من الطائرات لمصر بسبب مواقف القيادة السياسيّة بمصر، المُحلل "سعد الدين إبراهيم" يرى أنّها موظفة لا أكثر وليست بهذا المستوى من الذكاء ، لكن الأكيد أنّه إن كانت خائفة من توريطها فى أسئلة بشأن مقابلتها مع مرسى أن تقول الإجابة السهلة "لا تعليق" ، لكنّها - وربّما كانت موضّبة نفسها لهذا التصرف- فضّلت الأسلوب الأكثر فجاجة وشذوذاً فى أعراف الدبلماسيّة الدوليّة ،حتى الدكتور البرادعى لم يواجه موقفاً مُماثلاً أثناء تاريخه الطويل فى مقابلاته مع مختلف الجنسيات والقوميّات على مستوى العالم، ومن سيّدة بريطانيّة !
*((البارونة كاثرين أشتون)): مواليد20 مارس 1956 فى قرية "أوفل لاند" غرب مقاطة لانكشاير فى بريطانيا ، بدأ مشوارها السّياسى عندما فازت بلقب "البارونة كاثرين أشتون لأوفو لاند" تحت ترشيح حكومة حزب العمّال فى 1999 ، بارونة مثل بارون هو لقب يعنى "النبيل" لايتم منحه بالوراثة ولكن يُمنح عند أداء أفعال طيبة تستحق اللقب ، وتحت حكومة حزب العمّال أصبحت مسئولة الشئون الخارجيّة لإدارة التعليم والمهارات بالبرلمان البريطانى فى 2001، وبعد ذلك مسئولة عن الشئون الدستوريّة فى وزارة العدل البريطانيّة 2004 ، أصبحت عضواً فى المجلس الخاص لملكة بريطانيا فى مايو 2006.
*تمّ تعيين البارونة أشتون زعيمة ورئيسة لمجلس اللوردات والرئيسة لمجلس الملكة الخاص فى مجلس الوزراء 2007، كانت المسئولة عن قضايا شئون المساواة فى مجلس اللوردات، كانت موجّهة فى الغرفة العليا لإتفاقيّة معاهدة الإتحاد الأوروبى فى بريطانيا ، فى العام 2008 خلفت سلفها "بتير ماندلسون" فى منصب "مفوّض" التجارة فى المفوّضيّة الأوروبيّة.
* فى ديسمبر 2009 أصبحت البارونة أشتون أول فائزة بمنصب المُمثل السّامى للإتحاد الأوروبى للشئون الخارجيّة والسّياسيّة والأمنيّة ،والتى - الشئون الأوروبيّة - تمّ إنشاؤها بموجب معاهدة لشبونة ، وكما أنّها تمثّل أرقى منصب فى الإتحاد الأوروبى فهى أيضاً تعمل بوظيفة "المُنسّق العام للسّياسة الخارجيّة لدول الإتحاد الأوروبى".
*البارونة أشتون تنحدر من أسرة من الطبقة العاملة والتى –الأسرة- كانت تمتهن مهنة العمل فى مناجم الفحم لعدّة أجيال سابقة، إلتحقت بكليّة التعدين والتكنولوجيا فى "ويغان" ، حصلت البارونة على درجة البكالوريوس فى علم الإجتماع 1977 من جامعة بيدفورد والتى هى الآن جزء من جامعة لندن ،البارونة أول شخص فى أسرتها تحصل على تعليم جامعى.
*إنتقدتها صحيفة "الديلى تيليغراف" فى سبتمبر 2012 أنّ سجل "الحضور والغياب" لجلسات الإتحاد الأوروبى سجّل غياب تام وكامل لها (غياب 21 أسبوع من أصل32 أسبوع ) يشمل إجتماعات ومقابلات كان يتوجّب عليها حضورها.
*دافعت البارونة عن نفسها أنّها تُحارَبْ بعنف بين أفراد المجتمع الأوروبى لأنّها "إمرأة" ، كما أنّها أخبرت الصحافة أنّ هناك تعتيم فى المعلومات المُقدّمة إليها من موظّفى الإتحاد الأوروبى مَمّا يُقلّل من إنتاجها ونشاطها "نفس حجّة مرسى" ،الأمين العام للإتحاد الأوروبى "بيير فيمونت" دافع عنها بقوله أنّها قامت بمهمّة كبيرة عندما إفتتحت مكتباً للخدمات التنفيذيّة لدول الإتحاد الأوروبى بمدينة بنغازى بليبيا، وكذلك نشاطها بسوريا ، البارونة أشتون زوجة للسيد "بيتر كيلنر"منذ العام 1988 لها منه إبنان ، تمّ تسميتها واحدة من أقوى 100 إمرأة فى بريطانيا من خلال برنامج"ساعة المرأة" بالقناة الإذاعيّة (هيئة الإذاعة البريطانيّة).