نعم إنقاذ الضمير و ليس إيقاظ الضمير.. فهناك قوم تعدى ضميرهم مرحلة النوم حتى يحتاج إيقاظ بل إن ضميرهم يكاد يكون يحتضر و فى حاجه الى إنقاذ سريع.
لقد إنتشر فى مصر فى الآونه الأخير العديد من شيوخ الفتنه الذين يدعون العلم و ما هم الا تجار يستخدمون الدين لتحقيق مآرب شخصيه و سياسية أو جهلاء حاصلين على درجات علميه و هم لا يفقهمون شيئاً شأنهم شأن معظم خريجى الجامعات فى الفتره الأخيره حاملى البكالريوس و الليسانس و هم لا يفقهون شيئاً.
و لكن خطورة من يتحدث بإسم الدين تفوق بمراحل من يحمل لقب مهندس أو طبيب أو محامى أو معلم... الخ. مع أنهم أميين من حملة الشهادات.
فشيوخ الفتنه من مؤيدى الإخوان المسلمين الذين هم السبب الرئيسى فيما يحدث منذ شهر تقريباً و هم المتسببين فى إستشهاد الأميين و المساكين الذين أزهقوا أرواح الأبرياء على أساس أنهم كفار و كارهين لشرع الله أو الذين أزهقت أرواحهم و هم يظنون أنهم شهداء لأنهم يجاهدون فى سبيل الله.
لقد كان الإعلام مساهماً بشكل كبير فيما وصلنا اليه الآن عندما إستضاف هؤلاء الجهلاء و جعل منهم نجوماً فصدقوا أنفسهم و أصبح لهم مريدين مغييبين. لقد إستضاف الإعلام القتله و التكفيريين و جعل منهم أبطالأ و ساعدهم على الدعاية لأنفسهم.
لقد كان الإعلام أداه فى أيدى الخونه و المتآمرين عندما هاجموا جيشنا العظيم عندما روجوا لفكرة أنه بما أن المجلس العسكرى يدير البلاد فعليه أن يتقبل النقد و لكنه لم يكن نقداً بل كان تجريحاً و سباً و قذفاً فى مؤسسه تحملت المسئولية فى أحلك الظروف (محاولة العبور بالدوله المصريه الى بر الأمان وسط ضغوط داخلية من طامعى السلطه و تجار الثوره و ضغوط خارجية) و لم يرحمها الإعلام و تجار الدين حتى وصل الأمر الى رفع المغيبين و المتآمرين أحذيتهم فى وجه جنودنا.
و اليوم بعدما أصبح شيوخ الفتنه و تجار الدين –الذين جعل منهم الإعلام نجوما- يتلاعبون بالجهلاء و الفقراء و المغيبين كما ذكرت فى مقالى السابق (الديموكتاتورية) و صلنا لمفترق طرق..
فهم يتلاعبون بمؤيديهم كيفما شائوا.. حيناً يدعون أنهم مدافعين عن الشرعيه و حينا يدعون أنهم حماة الشريعة.
ففي الوقت الذي يتورع فيه أهل العلم والبصيرة (الحقيقيين) من إطلاق الأحكام على خلق الله والجزم بها نجد من السياسيين الذين يدعون أنهم يتحدثون بإسم الدين. من يجزمون بذلك دون ورع ولا تقوى وإنما بما تمليه عليهم أهواؤهم مما يخشى معه أن تنطبق عليهم قصة الذين قال الله عنهم:
إن ما يجري ويحدث فى مصر من اختلافات سياسية بين جموع الشعب المصرى و قلة كانت فى السلطه و لهم مصالح تلبس بالدين فالأمر فيه تفصيل ، من كان هدفه السياسة وتقوية مصالح ومكاسب حزبه واستخدم الدين لإضلال الناس وإيهامهم أن ما يسعى لتحقيقه هو الدين أو هو من الدين فهذا من المتاجرة بالدين وحكمه ما ذكرناه فى الآيه السابقه ، وأما من يهدف ويقصد تحكيم الدين وإلزام الناس بالتحاكم إليه وتنفيذ أحكامه وإقامة حدوده وصيانة حرماته فهذا مجاهد في سبيل الله وداعٍ إليه وإن خالفه من خالفه أو اتهمه بالمتاجرة بالدين من اتهمه وهنا يكون اللوم والذم والإثم على من يحارب هذا الصنف من الناس و يصدق فيه قوله تعالى: (وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِين َوَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُوا فَقَدِ ٱحْتَمَلُوا بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
إن ما يحدث فى رابعه العدوية.. والله أعلم.. محرم شرعاً فقد قال رسول الله صلوات الله و سلامه عليه ( إياكم و الجلوس فى الطرقات) فقال له الصحابه رضوان الله عليهم (يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها) فقال صلوات الله و سلامه عليه (فإذا أبيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه) قالوا (وما حقه) فقال ( غض البصر و كف الأذى و رد السلام و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر)...... و لا يخفى على أحد كم الضرر الواقع على أهالى المنطقه المعتصم فيها الإخوان (لتحقيق مآرب سياسية بإسم الدين) جراء إعتصامهم لمده تزيد عن الشهر.
كما أن ما يحدث فى رابعه العدوية ..مجرم قانوناً لأنهم يتسترون على أشخاص مطلوبين للعداله و صادر بحقهم قرارات ضبط و إحضار.
لو كان هدفهم حقاً نصرة الإسلام و الحكم بشريعته السمحه لأيدهم كل الشعب المصرى مسلمين و أقباط (فأقباط مصر لن يرفضوا تطبيق الشريعه الإسلاميه التى يعرفون جيداً سماحتها).
لو كان هدفهم حقاُ نصرة الإسلام و الحكم بشريعته السمحه لما تاجروا بدماء من دفعوهم دفعهاً للموت (بحجة الشهادة فى سبيل الله على أساس أنهم يحاربون الكفار) و هرولوا الى الفضائيات الموالية لهم و السفارات الأجنبيه بحثاُ عن دعم خارجى. فمن يريد حقاً تطبيع الشريعه الإسلامية لا يحتاج الى دعم أمريكا أو بريطانيا.
لقد آن الآوان أن يضطلع الإعلام بدوره الحقيقى و الوطنى. و يساهم فى تعليم و توعية و تثقيف فئة كبيره من الشعب المصرى أهمل نظام الحزب الوطنى فى تعليمه. و يساهم أيضاً فى إفهام هذه الفئة دينهم الحقيقى الذى إستغل الإخوان و مؤيديهم جهل هذه الفئه لتحقيق مآربهم.
لقد آن الآوان أن تعطى الدوله أهل العلم و الدين (الحقيقيين) مكانهم المستحق لتعليم الجهلاء و الأميين ما هو ديننا الإسلامى الحنيف. و يعلمونهم أن من يتلاعب بهم إنما يستخدمونهم و يستخدمون الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
لقد آن الآوان أن ينضم إخوتنا من العقلاء و الشرفاء من شباب الإخوان المسلمين لجموع الشعب المصرى. نبنى مصر سوياً. و نحن شباب مصر الطامحين لتأسيس دولة القانون الذى يطبق على الجميع. لن نقبل بأى محاكمات ثورية لقياداتهم. -بالرغم من بغضنا لهم جراء أفعالهم التى قسمتنا كشعب واحد متدين و محب لوطنه- بل و سنطالب بمحاكمتهم بالقانون و دون أى ظلم لأى منهم. و من يثبت بحقه التهمه الموجهه اليه سيحاكم وفقاً للقانون و من لم يثبت بحقه التهم الموجهه اليهم نحن لن نقبل الا بترئة ساحته تماماً دون تشفى أو إنتقام كما فعلوا هم بغيرهم..