فى سبتمبر 2005، وقعت شاهيناز النجار على عقود زواجها الرسمى من رجل الأعمال والسياسى البارز فى الحزب الوطنى أحمد عز، لم تكن تدرك وقتها أنها توقع على عقود نهاية حلمها السياسى وحريتها الشخصية، خدعها نجاح عز الزائف، وقوته المصطنعة، لتوافق على الزواج منه ربما بهرها بنفوذه الطاغى لتصنع منه جوهرة التاج التى تزان بها رأس إمرأة تمتلك المال والجمال والذكاء خصوصاً بعد أن تحولت فى أشهر قليلة لأجمل سياسية تحت قبة البرلمان المصرى، وذلك فى أعقاب نجاحها كنائبة مستقلة فى انتخابات مجلس الشعب عن دورة عام 2005، كثيرون وضعوا أعينهم عليها، تابعوا تحركاتها داخل المجلس، تسللوا الى جلساتها ليصبحوا أصدقاء لها، وكانت تتعامل معهم جميعاً بذكاء السياسية وبأخلاق سيدات المجتمع والأعمال، إلا أحمد عز، قرر أن يحولها لفريسة يقتنصها لينال الإعجاب والتقدير من باقى الرجال، أجمل امرأة بالبرلمان المصرى، ستترك كل شىء، وترضى بلقب زوجة ثالثة له هو فقط، تودد وتقرب منها وأجرى لها عملية غسيل مخ لتوافق على ترك العمل السياسى وتقدم استقالتها من المجلس والموافقة على الزواج منه، ليضعها كقطعة أنتيكة غالية داخل منزله دون أن ينسى أن يكتب عليها عبارة ممنوع الاقتراب أو التصوير، سنوات عديدة مرت دون أن تشعر شاهيناز بأى متعة فى هذا الزواج، واكتشفت بعده بفترة قصيرة الغلطة فالمال الذى يمتلكه أحمد عز، ليس بجديد عليها لأنها من أسرة ثرية لها باع طويل فى مجال السياحة، السفر للخارج عرفته منذ أن كانت فى سنواتها الأولى بصحبة والدها ووالدتها، المجوهرات والألماظ، تمتلئ بها خزانتها بعد أن ورثتها عن والدتها، سألت نفسها ما فائدة زواجها من أحمد عز، هل ركوب طائرة خاصة يعوضها عن نجاحها السياسى، فشاهيناز بزواجها من عز تحولت لامرأة ناجحة مع إيقاف التنفيذ ! قبل اندلاع أحداث ثورة يناير 2011 بشهور، طلبت شاهيناز النجار من أحمد عز أن تعود لعملها السياسى، ولكنه رفض، وقال لها: «طول ما أنتى على ذمتى، أنسى السياسة»، فكان الاتفاق على الانفصال بهدوء، ولكن الأحداث كانت أسرع من أن يتم هذا الانفصال، وفجأة وجدت شاهيناز النجار أحمد عز مقبوضًا عليه عقب أحداث ثورة يناير، بالإضافة للتحفظ على جميع أرصدتها بالبنوك لأنها زوجة له، فضلت الصمت، لحين هدوء العاصفة لتحاول الحصول منه على وعده بالانفصال، وفى أول زيارة له طلبت منه الطلاق، فوعدها بتنفيذ وعده بعد أن تنتهى القضايا التى يحاكم بسببها، وفضلت شاهيناز الانتظار، وتحملت الأخبار التى تسىء لها والتى يقف خلفها مقربون من أحمد عز لتشويه صورتها أمام الجميع، وفى كل مرة كان يطلبها عز لزيارته، كانت تحلم بتنفيذ وعده، ولكن دائماً ما كانت تنتهى الزيارة بدخولها فى نوبات بكاء حادة تدفع أسر السجناء لتهدئتها وتوصيلها الى سيارتها بعد حالة الإعياء الشديدة التى كانت تبدو عليها، وفضلت بعدها الانقطاع عن الزيارة، وطلبت من بعض المقربين لها ولأحمد عز بالتوسط عنده لإنهاء الطلاق بعيداً عن المحاكم، لأنها لم تتعود على الدخول الى المحاكم كشاكية أو كمتهمة طوال حياتها، وبالفعل أبدى عز موافقته وطلبها لزيارته.
ذهبت شاهيناز لزيارته وهى تحلم بأن تكون تلك المرة الأخيرة التى ستحدثه فى موضوع انفصالهما، وحرصت على اصطحاب مجموعة من المقربين لها ولزوجها أحمد عز أيضاً، وبالفعل القى عز عليها يمين الطلاق فى حضورهم، وطلب منها برواية أحد المقربين منحه أسبوعين لتنفيذه بشكل رسمى، ولكنه عاد بعد الأسبوعين ورفض تنفيذ الطلاق، لأنه لا يتوقع أن تصبح شاهيناز النجار لغيره، فهو تعود على أن يمتلك ما يريده، وفى حال شعوره بأن هذا الشىء سيضيع منه، لا يتردد فى تدميره، فهو يريد تدمير شاهيناز النجار لأنها تجرأت وطلبت الانفصال عنه، حتى وهو داخل زنزانته مازال يرى نفسه أحمد عز، الذى يصعب على أى شخص الانتصار عليه، فلم تجد شاهيناز النجار أمامها سوى محكمة الأسرة وتقدم عنها المحامى الشهير رأفت عدلى برفع دعوى طلاق تحت رقم 50 لعام 2013 لجنة تسوية المنازعات محكمة الأسرة بالدقى، فى محاولة أخيرة منها للحصول على حكم بتطليقها من أحمد عز، وبالفعل تم تحديد موعد لنظر القضية فى الثلاثين من يناير الحالى.
تحلم شاهيناز باليوم الذى ستعود لها فيه حريتها، لتقرر هل ستعود للعمل السياسى مرة أخرى، أم ستتفرغ لإدارة أعمالها، أم سيدوم الكابوس الذى تعيشه طويلاً ليقف أمام تحقيقها لأى حلم ترغب فى تحقيقه خلال الفترة القادمة، فهى بالتأكيد تعلمت كثيراً من تجربة زواجها من أحمد عز، وهو ما دفعها لكتابة مذكراتها تحت عنوان « سنوات فى حضن النظام » ستحكى فيها شاهيناز كل ما مر بها منذ زواجها من أحمد عز، وكيف بدأت علاقتها به، وكيف وافقت على الزواج منه، وكيف كان يدير عمله بالحزب الوطنى، وكيف عاشت طوال خمس السنوات كزوجة له، مذكرات بالتأكيد ستكشف حقائق كثيرة عن فترة مهمة من عمر النظام السابق، وهو ما يجعلها تحيطها بسرية شديدة ولم تفصح عنها سوى لبضع من أصدقائها المقربين الذين اطلعوا على بعض مما كتبت ونصحوها باستكمالها لأنها ستكشف العديد من الحقائق عن الحياة السياسية فى مصر وكيف كانت تدار قبل ثورة 25 يناير.
الحقيقة التى أمامنا الآن هى أن شاهيناز النجار ضحية للجمال وللسياسة ولأحمد عز أيضاً، لأنها لو لم تكن جميلة لما لفتت أنظار عز، وأدخلها فى دائرة اهتمامه حتى حصل عليها كزوجة له، وإن كانت قد رفضت الترشح لعضوية مجلس الشعب فى 2005، لبقيت الدكتورة شاهيناز النجار سيدة الأعمال، دون أن تلفت النظر إليها كسياسية جميلة، لقبتها الصحف بهيفاء وهبى المجلس، ولكن الجمال والسياسة لا يجتمعان إلا وثالثهما طمع أصحاب السلطة والنفوذ فيهما.
هذه السطور ملخص لحياة امرأة حاولت أن تبنى وتصنع نجاحاً شخصياً وسياسياً لها، فانتهى بها الحال فى قاعات المحاكم تبحث عن حريتها لتعود للحياة من جديد !