كل عام ومصر بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك اعاده الله على الامة العربية والاسلامية وبلدنا الحبيب مصر بخير وامن وسلامة ورخاء ... وكالعادة وقت الاعياد في مصر تعود الطيور المهاجرة الى بلادها .. وبما اننى احدى هذه الطيور المهاجرة .. فقد انتويت الرحيل والعودة الى بلدي لقضاء اجازة العيد مع العائلة والاحباب .. واستيقظت صباح يوم السفر واعدت حقيبتي واستقليت "تاكسي" وذهبت الى المحطة ، طبعا ده بعد ما اتناقشنا انا والسواق شوية بشأن الاجرة .. المهم وصلت للمحطة واشتريت ساندوتشين اتصبر بيهم الى ان اصل البلد وناكل بقا من ايد الحاجة ، ثم توجهت بعد ذلك الى استراحة الدرجة الأولى لأنتظر قطاري فيها .. "ملحوظة " استراحة اولى تقريباً مفيش شخص بيقعد فيها حاجز درجة اولى اصلاً .. تلك الاستراحة هي استراحة مجانية لا تدفع شيئاً وانت داخل ولا وانت خارج .. وجدت سيدة تجلس على الأرض امام الباب ، وكل شخص داخل الاستراحة ترشده الى كرسي " فاضي " (قال يعني لو دخل من غيرها مش هيعرف يقعد ) وبعد شوية وصل قطار الى المحطة .. ودخلت السيدة وبأعلى صوت قطار 982 وصل .. قطار 982 وصل .. والناس اللى كانت منتظرة هذا القطار همت في الخروج من الاستراحة لتتبعهم السيدة بالقول " م تخلي يا بيه خلي " "بتحرج الناس بمعنى ادق " والناس طبعاً تُحرج وتاخد السيدة الفلوس عادي جداً .. فهمت انذاك ان تلك السيدة اختارت لنفسها عملاً من لاشيء ، وانها قررت ان تضم تلك الاستراحة الى ممتلكاتها الخاصة .. كل هذا لايهم ، وانتو كمان هتقولوا ياعم هو في حد لاقي شغل سيبها تسترزق .. وهو ده اللى جه في دماغي وقتها ، لكن بعد كده ومع اقتراب ميعاد قطاري وجدت المحطة ازدحمت بشكل كبير وجاء الكثير الى الاستراحة الى ان امتلأت على اخرها وكانت تجلس بجواري سيدتان ينتظران نفس القطار ، وفي هدوء تام واذا بالسيدة التى تجلس بجواري وبصوت هاديء تقول ( " يا ست .. يا ست " ممكن تاخدي الخمسة جنيه دي وتفكهالي ) ، وطبعاً السيدة مالكة الاستراحة ادركت ان تلك السيدة تريد فكة الخمسة لتعطيها جنيهاً او جنيهان تقريباً السيدة قالت لنفسها " استذكى شوية انا واخد الخمسة كلها " فذهبت شوية ورجعت وهي تقول "معلش ملقتش فكة" ولكن السيدة فاجأتها قائلة " يا خسارة مفيش فكة اديكي فلوس " واذا بالسيدة -عزيزة النفس- قالت لها " طب هاتى كده " ياست الكل اشوفلك بره " وفعلاً عادت ومعها الفكة والغريب انها لم تستغرق وقت طويل عكس المرة الأولى .. واخذت مالكة الاستراحة الجنيهان وجلست خمس دقائق في الخارج .. ثم جاء اليها رجلاً وتحدث معها للحظات "أكيد قالها مفيش مكان في الاستراحة لي ولأصدقائي" فوقفت مسرعة الى الاستراحة وتقول للسيدتان الجالستان بجواري ( يلا يا هوانم القطار اتفتح ليه " اشارة لقدوم القطار " ويدوب انتو تمشوا لحد النفق علشان تركبوا في الرواقة ) علماً ان القطار يتبقى ثلث ساعة على قدومه .. وبالفعل نهضت السيدتان من اماكنهم ونهض الكثير ايضاً وخرجوا من الاستراحة ليحل محلهم الرجل واصدقائه " خدعت سيدتان من اجل المال " ، وانا لم اتحرك خطوة وهي تنظر الي وكأنهأ تقول " ايه الرخامة دي " في نفس الوقت الذي سألت نفسي هل هذا عملاً ام لا ؟ هل ما تفعله تلك السيدة يندرج تحت اسم النصب ام الفهلوة ؟ هل ماتفعله السيدة ناتج عن عدم وجود رقابة فتفعل ما يحلو لها في اى وقت واى مكان ؟ هل هناك الكثير مثل هذه السيدة ام هي قلة قليلة نستيطع حصرهم ؟ واخيراً سألت نفسي اهم سؤال .. هل اعطيها نقوداً ام لا ؟