سلطت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية الضوء،اليوم الاثنين،على الزيارة التى يستهلها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى الولاياتالمتحدة .. مشيرة إلى أن باريس ترغب فى تعزيز شراكتها مع واشنطن فى منطقة الساحل الإفريقي. ونقلت اليومية الفرنسية عن مصادر مقربة من وزير الدفاع الفرنسى جون إيف لودريان قولها إن الولاياتالمتحدة لم تسهم من قبل فى العمليات الخارجية الفرنسية بهذا الشكل فى إشارة إلى دعم واشنطن للعملية العسكرية الفرنسية "سيرفال" المتواصلة فى مالى . وذكرت (لوفيجارو) أن وزير الدفاع الفرنسي قام بزيارة فى أواخر الشهر الماضى إلى واشنطن للتحضير لزيارة فرانسوا أولاند .. كاشفة عن أن مكافحة الإرهاب والاتجار فى منطقة الساحل والصحراء ستكون فى صلب محادثات أولاند ونظيره الأمريكى باراك أوباما والمقررة غدا "الثلاثاء" بالبيت الأبيض . وقال مصدر عسكرى فرنسى رفيع المستوى للصحيفة "إن الهدف يكمن فى كسر الإرهاب (القواعد والمعسكرات)، وتحديد الطرق التى يسكلها الناشطون والتجار (الممنوعات بما فيها المخدرات والأسلحة) ، وأخيرا بناء خط الدفاع فى الحدود الجنوبية لليبيا" .. مضيفا "أن هذه هى استراتيجية طويلة تتطلب إشراك بلدان المنطقة، بما في ذلك تشاد والنيجر". ونقلت "لوفيجارو" عن دبلوماسى فرنسى قوله إن التوقعات الأمريكية كبيرة فى إشارة إلى التعاون مع فرنسا فى هذا الصدد، لاسيما وأن اغتيال السفير الأمريكى السابق بليبيا كريستوفر ستيفنز (في بنغازي في سبتمبر 2012) يعد بمثابة المحفز .. مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الجانب الفرنسي، لديه شعور بأنه محط تقدير من جانب الأمريكيين مع نجاح العملية العسكرية فى مالى. وقالت "لوفيجارو" إن باريس تريد أن تذهب فى تعاونها مع واشنطن فى الساحل الافريقى إلى أبعد من ذلك، حيث أنه على الرغم من نجاح العملية "سيرفال" بمالى فى كسر القواعد الإرهابية لكن لايزال هناك أيضا بعض الإرهابيين .. مشيرا إلى الحاجة إلى تحويل التعاون مع الأمريكيين من الدعم إلى "شراكة إستراتيجية" فى تلك المنطقة فى القارة الافريقية، حيث اتفق وزير الدفاع لودريان مع نظيره الأمريكى تشاك هيجل على إنشاء مجموعة رفيعة المستوى لتبادل المعلومات. وأضافت إن الدبلوماسيين والعسكريين الفرنسيين يدركون جيدا أن الأولويات الاستراتيجية لواشنطن ، بما في ذلك هذا الجزء من أفريقيا .. موضحة أن احتمال إرسال القوات الخاصة الأمريكية إلى الساحل محدود، ولكن يبقى العامل الاستخباراتى هو حجر الزاوية فى التعاون بين باريس وواشنطن فى تلك المنطقة.