ما أحزن المساء، والمرأة المحنطة تجلس على رصيف الملذات المحيط بملهى ليلى ، تجالسها قطتها المعتادة على صمت ونوم، يتبادلان الأدوار كالصباح والمساء. وجهها الفارغ يشبه فوهة مدفع قديم .. التعبير نفسه ..الوجع نفسه .. والجوع أيضا نفسه .. تأكل ما يكرمها المارة، تشاركها القطة ذلك المقسوم، فيأكلان معا، وينامان معا . لم تحلم، ولم تخضع لقشعريرة خيالها، فهى معتادة على مزاولة الصمت وإكساء نفسها بنظرات مقنعة بالتعجب . وكلما سطعت الحياة حولها، وأيقظتها من النوم، يتسع البؤس، وتنمو الصدمة من خوف ملح يشاطرها أنفاسها، ومن سؤال قانط يتلبس نظراتها. وعندما حان الضوء، تحجرت القسوة، وانبرى العالم خلف هذيان محزون ..فالعدم الآن يعشب نقاوة فى مجون الرصيف.. ويقاسم الموت بين صديقين . رنا جعفر ياسين شاعره وفنانة تشكيليه عراقية تقيم بالقاهره