اعتبر الموقع الرياضى لهيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم الثلاثاء أن انتقال الويلزى جاريث بيل من نادى توتنهام هوتسبرز الانجليزى الى ريال مدريد الاسبانى مقابل 85 مليون جنيه استرلينى هو دليل آخر على ابتعاد عالم كرة القدم عن الواقعية. واضافت بى بى سى فى تقرير خاص لها اليوم انه على الرغم من ان امكانات اللاعب "24 عاما" لايمكن التشكيك فيها بوصفه ابرز نجوم الدورى الانجليزى غير أنه لم يصبح بعد واحدا من افضل نجوم العالم، غير ان تعاقد الريال مع بيل لم يأت فقط من اجل قدراته ولكنه امر يتعلق بحقوق التسويق ومبيعات قميص الفريق وارسال رسالة لباقى الفرق المحلية والعالمية بأن النادى الملكى مازال اكبر واغنى مؤسسة كروية على سطح كوكب الارض. ويأتى ضم بيل ليواصل رئيس النادى الاسبانى فلورينتينو بيريز مسيرته بوصفه مهندس اكبر الصفقات فى عالم الساحرة المستديرة حيث انه خلال الثلاثة عشر عاما الماضية حطم كافة الارقام القياسية للصفقات الكروية. وبدأ ذلك بضم فيجو عام 2000 ثم زين الدين زيدان عام 2001 وكاكا وكريستيانو رونالدو عام 2009 واخيرا جاريث بيل فى 2013. وبلغت القيمة الاجمالية لللاعبن الخمسة 303 ملايين جنيه استرلينى. وعلى الرغم من قيمة الصفقة الكبيرة فهى قيمة بوسع ريال مدريد تحملها ففى العام الماضى بلغت ارباح النادى الاسبانى 415 ملايين جنيه استرلينى وهو ماجعله اغنى نادى كرة قدم على وجه الارض، وبجانب ذلك فإن بيريز يرى ان هذه الصفقات تحقق مردودها من خلال زيادة مبيعات قمصان الفريق وتزيد من قيمة عقود الرعاية،ويؤكد هذا ماقاله رئيس الاتحاد الاوروبى ميشيل بلاتينى الاسبوع الماضى من أن اللاعبين لم يعودوا لاعبى كرة بل اصحبوا منتجات يتم تداولها. ويمثل ريال مدريد حالة خاصة حيث انه مدفوع بقوى داخلية وخارجية للقيام بهذا الانفاق.فلا يتم ضم اى لاعب كبير لسانتياجو برنابيو دون النظر الى الغريم برشلونه،وجاء ضم جاريث بيل بعد ان ضم برشلونه البرازيلى نيمار مقابل 50 مليون جنية استرلينى. كما أن الانفاق الضخم من جانب شبكات التليفزيون للحصول على حقوق بث الدوريات الكبرى أدى لزيادة مدخولات الاندية الكبرى فى اوروبا وهو ماساعدها على ابرام صفقات ضخمة فى الايام الاخيرة من موسم الانتقالات الصيفية ولم يكن ضم الريال لجاريث بيل استثناء عن القاعدة.