قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك اعتقاد خاطئ لدي كثير من الناس فى مقولة اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع. وأضاف عثمان، فى فيديو منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الناس يفهمون مقولة "اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع" اى الجامع المسجد الذي تقام فيه الصلوات المفروضة، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فإعتاد الناس على الحد من صدقاتهم والإنفاق فى سبيل الله اعتمادًا على هذه المقولة وهى مقولة خاطئة تمامًا لأن الجامع هنا ليس المقصود به المسجد وإنما كان المقصود به الشخص الذي يرسله الوالي لجمع الأموال من الناس وهنا اعترض أحد الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به حاجات بيوتهم، إذن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع إى "جامع الأموال". علق الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن المقولة الشعبية الدارجة في مصر وهى "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع" وهل هي تخالف الشرع أم لا، قائلًا :"إن المصريين قد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان الحقيقي هو الصادق أمام مسئولياته لا من يتلاعب بها". وأضاف الورداني، خلال لقائه ببرنامجه "ولا تعسروا" المذاع على القناة الأولى المصرية، أنه على الإنسان أن يحقق الاتزان في شتى مناحي الحياة، ومن هذه الأمور التي تكشف للإنسان مدى اتزانه، هي هذه العبارة الدارجة على ألسنة المصريين: "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع"، مُضيفًا أن علاقة هذا الكلام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو أن هذا المثل يؤثر في حياة كثير من الناس لأنه يضعهم أمام مسئوليتهم. وأشار الورداني ان كلمة "الجامع" هنا ليس المقصود بها المسجد، فلم يقل أحد "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع لا على المسجد"، ولكن من قال ذلك قالها في وقت كان فيها من يجمع الزكاة يسمونه "الجامع" أي أنه يساعد المسلمين على اخراج الزكاة في مصارفها، فهو هنا وصف للشخص الذي يجمع الزكاة، ويصبح معنى الجملة أن الإنسان حين يكون محتاجًا فلن تجب عليه الزكاة، وهذا هو معنى هذه العبارة. وتابع: بأن الزكاة تكون بعد تلبية الاحتياجات الأساسية لدى الإنسان، ومعنى ذلك أن الشخص الذي ليس لديه أكثر من 85 جرام ذهب لن يخرج زكاة، فحين يكون المسلم في وقت شدة لابد أن يسد حاجة بيته أولًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن من أعظم الإثم أن يضيع الإنسان من يعول، وهذا ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم ولذا قال أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن ترثهم عالة يتكففون الناس، "لذا الزكاة تخرج بعد ما الناس في البيت يقدروا يعيشوا حياة ثم بعد ذلك يفيض على احتياجهم شيء".