بريطانيا تواجه شتاء قارسا .. والمكتبات تفتح أبوابها للمحتاجين

في تحرك ربما يكشف عن أزمة كبيرة بالمملكة المتحدة، تستعد المكتبات والمتاحف في بريطانيا للعمل كملاذات دافئة للأشخاص غير القادرين على تحمل تكاليف تدفئة منازلهم في أشهر الشتاء.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جارديان" البريطانية، طلب الوزراء البريطانيين بالفعل تمويلا لمساعدة المؤسسات العامة على التعامل مع تدفق الزوار خلال موسم الشتاء.
فيما أشارت إحصائيات إلى أن مكتبات لندن قد أنفقت 28 ألف جنيه أستراليني لشراء المقاعد الجديد وقطع الأثاث الأخرى.
ذكرت الصحيفة أن المتاحف والمكتبات ستبقى جزءًا من شبكة مباني في جميع أنحاء البلاد ستوفر مأوى دافئًا للمساعدة في تقليل وفيات الشتاء الزائدة المرتبطة بظروف التجميد.
بسبب ارتفاع الأسعار.. بريطانيا تستعد لأزمة إنسانية وشيكة
تداعيات الأزمة الأوكرانية.. الإضرابات تجتاح بريطانيا للمطالبة بزيادة الأجور
تحذير عمدة لندن
وأمس السبت حذر عمدة لندن صادق خان من أن ملايين البريطانيين لن يتمكنوا في الشتاء القادم من تحمل تكاليف التدفئة والطعام، إذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية لتلافي ذلك.
ونشر خان على حسابه بموقع "تويتر" إحصاءات لوكالة "بلومبرج" التي تؤكد أن متوسط فاتورة الكهرباء في بريطانيا يمكن أن يتجاوز المستويات التاريخية.
وكتب العمدة تحت هذه الإحصاءات: "لم نشهد شيئا مماثلا سابقا. نواجه شتاء قد لا يضطر فيه الملايين من الناس للاختيار بين التدفئة والطعام، وإنما لسوء الحظ، لن يتمكنوا من تحمل تكاليف التدفئة والطعام في آن واحد".
ولفت: "لا ينبغي أن يحدث ذلك. يجب أن تتدخل الحكومة حتى يتمكن الناس من تلبية احتياجاتهم الأساسية".
زيادات في فواتير الطاقة
من جانبها، قالت إحدى مجموعات دور الرعاية لصحيفة "الأوبزرفر" إن فواتير الطاقة السنوية لديها ارتفعت من 1.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا إلى 7.7 مليون جنيه إسترليني.
وعن فكرة الدعم من قبل المتاحف والمكتبات، قال أليستير براون، مدير السياسات في اتحاد المتاحف، الذي يمثل قطاع المتاحف: "سيتم الاعتماد على المتاحف للاستجابة لهذه الأزمة، ولكن سيكافح الكثيرون لتدفئة مساحاتهم الخاصة"
بينما ذكر مركز اكتشاف العلوم كاتاليست، الأسبوع الماضي، أن عرض أسعار تجديد عقد الغاز السنوي الخاص بها قد ارتفع من 9700 جنيه إسترليني إلى 54362 جنيهًا إسترلينيًا.
وقال إيزوبيل هانتر، الرئيس التنفيذي ل "Libraries Connected"، التي تمثل قطاع المكتبات العامة: "يجب على الحكومة المركزية تزويدنا بتمويل إضافي هذا الشتاء لمواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة، الأمر الذي سيساعد على ضمان بقاء المكتبات مفتوحة كملاجئ دافئة للمجتمع".
فيما ذكر بول دروم من مؤسسة اجتماعية خيرية تدير مكتبات في جرينتش بجنوب شرق لندن، أن مكتبات البلدة أنفقت بالفعل 28 ألف جنيه إسترليني على مقاعد جديدة وأثاث آخر للاستعداد لزيادة عدد الزوار خلال أشهر الشتاء.
وقال: "نحن ندرك تمامًا التأثير الهائل الذي ستحدثه أزمة الطاقة على الكثيرين ممن يعيشون داخل المجتمع المحلي.. سنقوم بالترويج لمكتباتنا باعتبارها "مساحات دافئة" مخصصة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف تدفئة منازلهم".
من جانبه، أوضح متحدث باسم الحكومة أنها قدمت 3.7 مليار جنيه إسترليني من التمويل الإضافي المتاح للسلطات المحلية، والتي يمكن إنفاقها على الرعاية الاجتماعية للبالغين.