المصريون في الخارج يتوافدون للإدلاء بأصواتهم في الدوائر الملغاة    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا    الجيزة تعتمد تقسيم أرض الترسانة بالوراق لصالح شركة أبراج العاصمة السياحية    معضلة أحمد الشرع    هآرتس: واشنطن تضغط على إسرائيل لفتح معبر ألنبي أمام مساعدات غزة    رئيس البرلمان العربي يدين بشدة اقتحام قوات الاحتلال لمقر الأونروا بالقدس    خلال لقاء مع زيلينسكي.. البابا ليو يحث على مواصلة الحوار لتحقيق السلام    انخفاض جديد في قيمة محمد صلاح التسويقية بعد أزمة سلوت    رئيسة وزراء اليابان تدعو السكان للاستعداد لاحتمال وقوع زلزال جديد خلال الأيام المقبلة    وائل رياض يعلن قائمة منتخب مصر للشباب مواليد 2007    الزمالك: الدباغ أرسل إنذارا لفسخ تعاقده.. وهذا موقف الجزيري    قائمة برشلونة - عودة تير شتيجن.. واستمرار غياب أراوخو ضد فرانكفورت    ضبط سلع مجهولة المصدر خلال حملات تموينية بإمبابة    بسبب إلقاء القمامة.. ضبط سيدة ونجلها بتهمة التعدي على جارتهما في المقطم    شيخ الصيادين بالشرقية: مستعد أرمى نفسى للتمساح عشان أنقذ البلد    آيات أباظة: حب الناس كان سر قوتي خلال أصعب 8 شهور في حياتي    إلهام شاهين تشيد بفيلم «القصص» بعد عرضه بمهرجان البحر الأحمر 2025    اتفاقيات لتوسيع الشراكة العلمية والأكاديمية بين مصر وروسيا    بعد إحالته للجنة الشباب بالشيوخ، النص الكامل لتعديلات قانون المهن الرياضية    ضبط شخص بتهم التحريض وإطلاق ألفاظ خارجة على مواقع التواصل    حزب الاتحاد: لقاء الرئيس السيسي مع حفتر يؤكد حرص مصر على استقرار ليبيا    غزة تتصدر حصيلة قتلى الصحافة في 2025... ومراسلون بلا حدود تُدين إسرائيل    رئيس جامعة العاصمة: الدراسة بالفرع الجديد ستبدأ في 2027، و80% من طلاب حلوان يتعلمون مجانا    مدبولي يتفقد مشروع رفع كفاءة مركز تكنولوجيا دباغة الجلود بمدينة الروبيكي    منال عوض تبحث مع قيادات وزارة الاتصالات عددًا من الملفات    رياضة النواب تهنئ وزير الشباب بفوزه برئاسة لجنة التربية البدنية باليونسكو    اتحاد الكرة يعلن عن اشتراطات الأمن والسلامة والأكواد الطبية في المباريات والتدريبات    صلاح وسلوت.. مدرب ليفربول: أنا مش ضعيف وقلتله أنت مش هتسافر معانا.. فيديو    المجر: معدل التضخم يتراجع إلى 3.8% في نوفمبر الماضي في أدنى مستوى له خلال عام    وزارة الاستثمار تبحث فرض إجراءات وقائية على واردات البيليت    رنا سماحة تُحذر: «الجواز مش عبودية وإذلال.. والأهل لهم دور في حماية بناتهم»    أمطار غزيرة وسيول، الأرصاد السعودية تحذر من طقس الساعات المقبلة    قرار عاجل لمواجهة أزمة الكلاب الضالة في القاهرة    تأجيل استئناف «سفاح المعمورة» على حكم إعدامه ل4 يناير    البابا تواضروس الثاني يؤكد وحدة الكنيسة خلال لقائه طلاب مدرسة مارمرقس بسيدني    القائد العام للقوات المسلحة يشهد مناقشة البحث الرئيسي للأكاديمية العسكرية    مراسلة قطاع الأخبار بالرياض: الأعداد تتزايد على لجان الانتخاب في السعودية    تطورات جديدة في الحالة الصحية للفنان تامر حسني.. اعرف التفاصيل    الرعاية الصحية: تقديم 1.3 مليون خدمة طبية وعلاجية بمستشفى الطوارئ بأبو خليفة    فحص 7.4 مليون تلميذ ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»    فحص أكثر من 195 ألف طالب ضمن مبادرة "100 مليون صحة" بالمنيا    طريقة عمل بلح البحر بتتبيلة مميزة ولا تقاوم    احذر، هذه العادة كارثية بعد الطعام تدمر الصحة    رئيس اللجنة القضائية: تسجيل عمومية الزمالك يتم بتنظيم كامل    سحب 878 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    المشاط تتسلم جائزة «القيادة الدولية» من معهد «شوازيل» أحد أبرز مراكز الفكر والأبحاث عالميًا    غدا.. بدء عرض فيلم الست بسينما الشعب في 9 محافظات بأسعار مخفضة    قطر تحتفي بالأوبرا المصرية في افتتاح مهرجان الأوبرا العربية بالدوحة    وزير الثقافة يلتقي نظيره الأذربيجاني لبحث التعاون بين البلدين    جعفر بناهي يترشح لجائزة أفضل مخرج في الجولدن جلوبز عن فيلم «كان مجرد حادث»    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 9ديسمبر2025فى محافظة المنيا    ضبط 1.5 طن سكر ناقص الوزن وغير مصحوب بفواتير بمركز ديروط فى أسيوط    السكك الحديدية: تطبيق إجراءات السلامة الخاصة بسوء الأحوال الجوية على بعض الخطوط    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا تعمل ?!    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من آن لآخر
نشر في صدى البلد يوم 16 - 04 - 2022

فى ناس قلتهم أحسن وأفضل.. وجودهم زى عدمهم.. لا تحس ولا تشعر بغيابهم.. لا تعرف عنهم سوى التفاهة والحماقة.. تخيل أن النشطاء والمغردين على «السوشيال ميديا» بيتعاركوا على البامية وورق العنب ومش عاجباهم أسعارها.. يا أخى بلاها «بامية وورق عنب».. «سابوا» كل اللى فى العالم.. و»سابوا» ألمانيا وفرنسا وأوروبا بحالها بتدور على كيس سكر ودقيق، وزجاجة زيت.. وزعلانين إن سعر البامية اللى لسه «بشاير فى السوق» غالى.. وكمان ورق العنب.. شفت خيبة أكثر من كدة.. وصلنا إلى هذا الحد.. شفت هيافة أكثر من كدة.
فيه ناس ماتت علشان مفيش.. وفيه ناس مهمومة ببلدها، عمرها ما بتجرحها بكلمة.. وفيه رجال بتعمل بجد وشرف وإخلاص.. مش «عيال» آخر زمن.. العيل يبيع نفسه علشان بطنه.. وصلت للبامية وورق العنب.

«شر البلية ما يضحك».. آخر حوارات «السوشيال ميديا».. وتغريدات «الهيافة والتفاهة»
نشطاء البامية

الناس فى بلدنا «صنفان» الأول: يعطى ويتفاني، ويضحى ويعى ويفهم ويقدر، ويتحلى بالمسئولية والوطنية والأمل والثقة.. والثاني: كثير الكلام والنقد والهجوم، مُغيَّب.. منفصل عن الواقع، وربما البعض من هذا النوع لديه رفض مطلق لكل شيء.. وكراهية غير ممنطقة لكل الأمور.
الصنف الأول من الناس هو الأغلب.. لكن الخطورة فى الثانى أنه قابل للاستقطاب مع فريق أعداء الحياة، فلا يلتفت إلى إنجاز أو نجاح، ولا مصلحة عامة أو جهود مخلصة.. كل الأشياء عنده سوداء.. ومن هذا الصنف أيضاً فريق باع كل شيء حتى نفسه وضميره، دائم التشكيك وترويج الأكاذيب والشائعات والتشويه.
البعض من الصنف الثانى كثير الكلام، قليل العمل.. أصابته الاتكالية.. ويتصف بالتواكل.. يريد من الحكومة أن ترسل له المرتب والطعام والشراب والمزاج أيضاً، ورغم ذلك لا يعجبه العجب، ولا الصيام فى رجب.. هو أول المقصرين والمتكاسلين والفاشلين.. تافه وسطحي.. مربض بالعناد والرفض.
الصنف الأول من الأنقياء الوطنيين المخلصين المتجردين القانعين المثابرين.. فيهم هؤلاء الذين يضحون بأنفسهم وأرواحهم من أجل الدفاع عن أوطانهم وأرضهم.. شرفاء بالفطرة.. إذا قرأت سيرهم وتاريخهم تجده حافلاً بالوفاء والعطاء والطيبة، يحبهم الناس ويجمعون عليهم.. اقرأ سير الشهداء الأبرار.. تجدهم طاقة نور ونبل وشرف.. فى كل قصص هؤلاء الأبطال الذين ماتوا وضحوا بحياتهم من أجل أن نعيش وتحيا الأوطان.. تجد الرضا وبر الوالدين وحب الوطن والاستعداد للذود والدفاع عنه والتضحية من أجله.. فى حياتهم جانب خفى هو الإحسان للناس، وقضاء حوائجهم، مشغولون بمصلحة الوطن، ومهمومون بالحفاظ عليه.. لا تجد فى تاريخهم سطراً أو كلمة واحدة فيها إساءة أو تجريح لهذا الوطن أو غلظة وغضاضة مع الناس.. هكذا خرجت من قراءاتى لسير الشهداء.. أهل الجنة.. أهل الجوار مع الأنبياء والصديقين.
لك أن تتخيل الفارق الكبير بين الصنف الأول بأخلاقياته وشرفه ومثاليته ومبادئه.. والصنف الثانى الذى لا يكل ولا يمل من الأنانية وحب الذات والسخط والإحباط ونشر السموم والجهل والانحراف، وعلى استعداد دائم للبيع.. شديد الغباء، مزيف الوعي، دائم النقد والهجوم دون أسباب وبلا مبرر أو منطق.
تخيل الفارق الكبير بين مَن يعطى ويضحى ويدافع ويحرص على قول الحق.. وبين مَن يجلسون أمام السوشيال ميديا، الذين عملوا «ثورة» على مواقع التواصل، تروق لى تسميتها ب»ثورة البامية وورق العنب».. وكأن البامية وورق العنب تعنى لهم الحياة.. ونقصها أو زيادة سعرها يسبب لهم الموت.. ترك كل شيء إيجابى وتفرغ لبث السموم والحديث عن ورق العنب والبامية وباقى التفاهات، وتجاهل كل جهود الدولة من أجل سيادته فى آتون أزمة عالمية طاحنة بين روسيا وأوكرانيا، تطحن عظام أكبر اقتصادات العالم، لدرجة أن وزير الاقتصاد الألمانى يطالب شعبه بركوب الدراجات وعدم اللجوء إلى السيارات.. لدرجة أن أوروبا مليئة «باليافطات» كيس سكر وآخر دقيق وزجاجة زيت طعام.. وأكثر من ذلك.. فى الوقت الذى يخبرنا فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالذهاب للشراء لما نريد، وبأى كميات، للدرجة التى جعلته يقول لنا مطمئناً واثقاً: روحوا وعبوا زى ما انتم عاوزين.
البيه بتاع السوشيال ميديا مش عاجبه العجب، ومش شايف غير البامية، وورق العنب.. ونسى عن قصد وغرض أن يخبرنا أن مصر فيها كل حاجة موجودة، وأن الحكومة بتوجيهات رئاسية ساهرة لا تنام من أجل توفير كل السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية.. معارض على كل شكل ولون.. وفى كل ربوع البلاد تبيع بسعر أقل وبجودة أعلي.. ودولة منتفضة للتصدى للجشع والاحتكار والمغالاة.. كل ده ومش عاجب البهوات.
على فكرة أنا لا أتحدث عن قطيع الإخوان المجرمين على الإطلاق.. هؤلاء ليسوا منا.. الكذب والتدليس والمتاجرة، تجرى فى دمائهم.. الخيانة والعمالة تمثل لهم العقيدة الرئيسية.. تفرغوا فقط للهجوم والتشويه ونشر الأكاذيب والشائعات عن مصر، وتحريض شعبها.. وتركوا سكان ودول الكرة الأرضية التى تضررت من تداعيات الأزمة «الروسية الأوكرانية» ولا ترى منابرهم المسمومة أى دولة سوى مصر.. لا ترى تركيا أو أوروبا أو أمريكا.. أنا أتحدث عن هؤلاء المغيبين.. الذين يتحدثون عن جهل، وينساقون وراء قطيع الإخوان الإلكتروني.
الناس بتوع الصنف الأول.. أقصد الأنقياء.. هؤلاء لديهم فهم ومسئولية وطنية ووعى بجهود الدولة وإدراك لأسباب وتداعيات الأزمة.. وأن مصر بخير وتبذل جهوداً علمية وبإدارة احترافية للحفاظ على استمرار توافر السلع الأساسية، والاحتياجات الرئيسية للمواطنين.. وكذلك الحفاظ على الاقتصاد.. لديهم إيمان راسخ بأن ما يردده الخونة ليس له أساس من الصحة، لا يحتاجون إلى دليل أو إثبات لأنهم لديهم ثقة مطلقة فى قيادتهم ودولتهم وشرف الرجال.. يدركون جيداً أن قيادتهم لا ترى سوى المصلحة الوطنية لمصر وشعبها.. والحفاظ على كل حبة رمل.. وصون الأمن القومي.
هؤلاء المنافقون المذبذبون المرتعشون، المتنطعون.. أمامهم فرصة عظيمة ليتعلموا ويتعرفوا على عقيدة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الوطنية من خلال مسلسل «الاختيار3» ليدركوا أن المصلحة الوطنية العليا ومصلحة المصريين.. هى الأساس وأن الحفاظ على هذا الوطن مهما كلفهم من ثمن فوق كل اعتبار.. إن الشرف جزء لا يتجزأ.. فالقوات المسلحة وقيادتها الوطنية الشريفة ممثلة فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى آنذاك.. وباقى الأجهزة الأمنية والمعلوماتية فى هذا التوقيت طبقت عقيدتها الشريفة فى الوفاء للوطن.. والعمل لمصلحته العليا والحفاظ على النسيج الواحد للشعب المصري.. لذلك كانت صادقة فى التعامل مع المعزول محمد مرسى ليعبر بمصر إلى بر الأمان، لكنها أدركت مع المصريين أن الرئيس الإخوانى ومكتب الإرشاد وأعضاء هذا التنظيم الإرهابى لا يريدون الخير لمصر.. ويسعون إلى إسقاطها.. وضرب وحدتها.. والتكويش والأخونة لكل مؤسساتها.. بعد أن اكتشف المصريون خيانة نظام الإخوان وعمالته للخارج.. ومحاولته تفكيك المؤسسات الوطنية المصرية.. من هنا أدت المؤسسات الوطنية الشريفة والعريقة دورها فى الحفاظ على مصر وحماية إرادة شعبها.. بعدما قدمت يد الخير وتفانت فى محاولة مساعدة وإنقاذ الوطن.. لكن كانت ومازالت نوايا الإخوان خبيثة، تورطت فى الخيانة والعمالة.. وأغرقت البلاد فى القتل والإرهاب، حتى هددت مصر بالحرب والاقتتال الأهلي، حتى وصلت البلاد إلى آتون الخطر والسقوط.
الحقيقة أن ثوار «البامية وورق العنب» لا يستحقون الاحترام، ولا تشرُف مصر بأن تمنحهم جنسيتها، لأنهم أمام الشرفاء، ومن ضحوا من أجل هذا البلد.. مجرد أقزام.. فقد وصلت بهم التفاهة والحماقة التى أعيت مَن يداويها إلى أحاديث هابطة ومبتذلة، وعميت قلوبهم وأبصارهم عن رؤية الحقيقة.. ويثبتون أن هناك رجالاً من ذهب يقدمون أرواحهم من أجل أن تحيا الأوطان، ويعيش الناس.. وهناك مرضى تحركهم بطونهم.. يتنطعون ويزيفون.. لديهم من التفاهة و«الهيافة».. ما يكفى العالم.. هؤلاء لا تعول عليهم، ولا تأمن حماقتهم.. هو والإخوانى وجهان لعملة واحدة.
فى جميع بلدان العالم المتقدم، جهدك وعملك، وتفوقك وكفاءتك ومهارتك وما تستطيع أن تقدمه هو مَن يحدد درجتك الاجتماعية وقدراتك المالية.. ولكن للأسف الشديد هناك من لديهم هواية الاستمراء والتنطع، يريدون أن يعيشوا «عالة».. يتسولون رغم قدرتهم على العمل.. ينتظرون الحكومة، ويستبيحون كل شيء.. لا يعرفون شرفاً أو ضميراً، ولكن الهياج والصريخ والعويل والفذلكة.. عقولهم فى بطونهم.. ومهاراتهم وقدراتهم فى ألسنتهم.. لا شكل ولا مضمون.. فالدول المتقدمة لا تعترف بهؤلاء.. ولا تأخذها بهم شفقة ولا رحمة.
«كفاية» تنظير
بجد كفاية تنظير وفلسفة وادعاء للفضيلة.. كفاية غش وتدليس وخداع للنفس.. نتشدق بالمثالية.. والكثير منا يرتكب أفظع الجرائم فى حق هذا البلد ثم يزعمون الوطنية والتدين.. لذلك أسأل: لماذا لا نحاسب أنفسنا عن ارتكاب الجرائم والأخطاء فى هذا البلد وأدى إلى وجود تحديات أكبر من طاقة البشر.. فمن السبب فى قلة الضمير والرشوة والفساد والتقصير والإهمال والتعدى على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة وحقوق الغير.. مَن ذا الذى يتفنن بلا وعى أو فهم أو إدراك فى زيادة الإنجاب ورفع النمو السكانى بصورة مرعبة ومخيفة.. ومَن وراء زواج الأطفال وظلمهم وتحميلهم فوق طاقتهم.. مَن وراء العشوائيات التى كلفت الدولة مئات المليارات.. مَن المسئول عن المظاهرات الفئوية والرعب وإيقاف عملية الإنتاج والتظاهرات على مدار الساعة فى مؤامرة 2011 حتى باتت الدولة شبه عاجزة.. ومن الذى جاء واختار الإخوان، واستجاب لخداعهم وتدليسهم.. مَن وراء البناء المخالف ورشاوى البناء ومخالفات المرور وتخريب المنشآت العامة.. من يكتب على حوائط عربات القطارات ومترو الأنفاق، ومن يمزق المقاعد.. ويكتب عليها، ومن يلقى القمامة وأكياس الزبالة فى عرض الشارع.. من الذى يزوغ من المستشفى للعمل فى العيادة.. ومن هو الذى يهمل فى المدرسة حتى يبدع ويعطى فى السنتر أو البيوت من أجل الدروس الخصوصية.. من الذى يتحدث فى أمور لا يفهم فيها ولا يعلم بها، ولا يعرف أبعادها.. حتى بات لدينا مليون خبير فى جميع التخصصات.. مَن الذى يقبل الحرام والسُحْت و»عكننة» الناس وتأخير مصالحهم، والإبداع فى إذلالهم، حتى يضطروا آسفين لوضع أشياء لا تليق فى درج المكتب.. كل هؤلاء مواطنون.. كثير منهم لا يتوقف عن التنظير والفلسفة والهجوم غير المبرر على كل شيء.. يهاجمون، وينتقدون بلا رحمة، وبلا فهم على السوشيال ميديا.
ربما أكون كتبت كثيراً فى هذا الموضوع، لكن تستفزنى «الفذلكة» والفلسفة، ويصيبنى التحريض والهجوم بلا فهم أو وعي.. لكن الحقيقة أننا سبب الكثير من «البلاوي» والكوارث.. السؤال: ماذا لو كان عدد سكاننا يتوافق ويتسق مع مواردنا.. ماذا لو لم نعتد على الأراضى الزراعية؟.. ماذا لو أن كل موظف ومدرس وطبيب وصحفى التزم بالنزاهة والشرف والحلال.. وهنا لا أعمم.. فالشرفاء وأصحاب الضمير هم الأغلبية والأكثرية.. لكننى أتحدث عن القلة القليلة التى وضعت مكاتبها على السوشيال ميديا، ولا تكف عن التنظير والهجوم، وهى لا تدرى إصابتها بالبلاهة والحماقة والجهل أيضاً.

مفاجأة «المداح»
الحقيقة أننى بمتابعة مسلسل المداح، «الجزء الثانى» للنجم المتألق حمادة هلال، والذى قدم أداءً تمثيلياً وغنائياً يمثل إبداعاً جديداً، والحقيقة أنه يفتح ملف قضية مهمة للغاية، انتشرت فى هذا الزمان بكثرة، وضحاياها كُثُر.. هى قصة السحر والدجل والشعوذة، وإيذاء الناس بالأعمال الخبيثة والشريرة.. والحقيقة أنا لست مع الذين ينكرون ذلك.. فالسحر والحسد والمس موجود فى القرآن.. ويقول المولى عز وجل: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَّقْ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْ ومِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبْ ومِنْ شَرِّ النَّفَاثَاتِ فِى الْعُقَدِ.. ومِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَّدْ» (صدق اللَّه العظيم).
وللأسف ضعاف النفوس والإيمان يلجأون إلى مثل هذه الأعمال لاستكثار الخير والصحة والجمال على الناس.. يكرهون لهم النجاح والسعادة.. وهناك انتشار لأعمال السحر بمختلف أنواعه لأسباب غريبة تجافى الإيمان سواء المحبة أو التفريق أو التعطيل أو الفشل أو المرض.. لكن فى كل الأحوال «ومَا هُمْ بِضَارِيِنَ بِهِ مِنْ أحدٍ إلاَّ بإذن اللَّه».. ووعد المولى عز وجل بإبطال السحر وعدم العلاج للسحرة.. فالمولى يقول: «ما جئتم به السحر إن اللَّه سيبطله إن اللَّه لا يصلح عمل المفسدين».. ثم قوله تعالي: «إنه لا يفلح الساحر حيث أتي».
وهذه السلوكيات والأعمال من آفات المجتمع وأمراضه التى انتشرت فى الفترة الأخيرة وعلاجها التقرب إلى اللَّه وعمل الصالحات والحفاظ على الصلاة فى أوقاتها.. والتحصن بالأذكار التى وردت عن النبى (صلى اللَّه عليه وسلم).
الحقيقة أن مسلسل «المداح» يحقق نجاحاً كبيراً ويطرق موضوعاً مختلفاً للعام الثانى على التوالي.. ويرسخ مبدأ أن الخير والحق ينتصر دائماً على الشر والباطل.. وبالطبع إن كيد الشيطان كان ضعيفاً.. لذلك لابد من العمل على الوعى بخطورة هذا المسلك وأن يقوم رجال الدين بتوضيح هذه الجريمة التى لا يغفرها المولى عز وجل، وهى شرك باللَّه، وضعف وغياب للإيمان.
أبهرنى أداء حمادة هلال.. وهو مطرب معروف.. لكن تجربته فى المداح تعكس نضجاً كبيراً فى مجال التمثيل، ومعه خالد سرحان بأدائه الكوميدي، وكذلك هبة مجدى وسهر الصايغ والعائدة حنان سليمان، وعفاف رشاد، وكمال أبورية وأحمد عبدالعزيز، وجمال عبدالناصر، ودنيا عبدالعزيز.. الحقيقة أن المسلسل أجبرنى على متابعته بعد مسلسلى «الاختيار» و«العائدون».. ومسلسل «الكبير أوي» للنجم الموهوب «أحمد مكي» الذى تفوق على نفسه بأسلوب كوميدى رشيق متعدد الألوان ليهزم بالضربة القاضية برنامج «رامز جلال» الذى يتزامن توقيت عرضه مع الكبير أوي.. وفى هذا التزامن ثقة فى النجاح من فريق مسلسل «الكبير أوي» وحظى بنسبة مشاهدة فاقت رامز جلال كثيراً.
تحيا مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.