مصر ولادة العظماء، والمفكّرين، والعلماء، والقادة، يشهد لها تاريخها، وحضارتها عظمة أبنائها الذين قدّموا لها إنجازات خُلّدت في صفحات الكتب، والمجلدات، وفي قلوب المصريين، والعالم العربي، والغربي ككل. وخلال هذا المقال سوف نعرض بعضًا من فيض العظمة المصرية المتمثلة في إنجازات بعض من العظماء من قادة القوات المُسلحة الذين تعاقبوا على مصر، وحفروا بحروفٍ من ذهب أسماءهم في قلب التاريخ العربي المعاصر. أولا :- الفريق شهيد عبد المنعم رياض هو أحد أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ شارك في الحرب العالمية الثانية ، وحرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، و حرب 1967 وحرب الاستنزاف. حقق انتصارات عسكرية في معارك حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش. طور علم حرب المدرعات منذ عام 1968 واضعا نظرية الفرد مقابل الدبابة , صمم الخطة (200) الحربية التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى (بدر). تولي رئاسة اركان الجيش المصري برتبة فريق و استشهد علي الجبهه و هو بين ضباطه و جنوده في 9 مارس عام 1969 م . ثانيًا:- الفريق اول سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري أثناء حرب اكتوبر 1973 ومهندس الحرب , قائد فذ يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973, خدم وطنه بتفان وإخلاص , حاصل علي وسام نجمة سيناء و قلادة النيل العظمي. ثالثا :- الفريق محمد العصار شارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر سلاح المهندسين العسكريين، وارتقى في المناصب داخل القوات المسلحة حتي أصبح رئيسًا لهيئة التسليح المسئولة عن التعاقد علي صفقات الأسلحة ودخولها وخروجها من الخدمة...أحيل للتقاعد في عام 2003 إلا إن المشير حسين طنطاوي استحدث له منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح ليعود إلى الخدمة في المنصب الذي استمر يشغله، وكان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية...كان يشغل منصب وزير الإنتاج الحربي في وزارة شريف إسماعيل منذ 19 سبتمبر 2015...في يوليو 2011 ترأس العصار الوفد العسكري المصري المرسل إلى الولاياتالمتحدة لإجراء حوار استراتيجي، والذي عقد ثلاثة لقاءات موسعة مع شخصيات بارزة في مراكز الأبحاث الأمريكية، بمقر مكتب الدفاع المصري، ومعهد السلام الأمريكي، وأربعة مراكز أبحاث، بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية، أكد خلالها العصار ثوابت القوات المسلحة في التعامل مع الأوضاع القائمة في البلاد .. .بسبب تميزه بالدبلوماسية والهدوء أسندت إليه مهام اتصالات القوات المسلحة مع مسئولي الدول الأجنبية، كما تولى مهمة تهدئة الرأي العام عقب أحداث ماسبيرو أمام وسائل الإعلام...في أكتوبر عام 2010 كشفت وثيقة استخباراتية أمريكية أن العصار كان المسئول الأول عن ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية إلي جانب توجيه انتقادات لاذعة للملف النووي الإسرائيلي...كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر فى 26 يونيو السابق قرارًا بترقية اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، إلى رتبة فريق فخري، مع منحه وشاح النيل. رابعًا:- الفريق يونس المصري سيظل إسم الفريق يونس السيد حامد المصري محفورًا بأحرُف من النور في ذاكرة الوطن أبد الدهر وهو الذي قد عاصر وشارك في حماية وطننا الغالي والعزيز في فترة تُعدُ هي الأصعب في تاريخ مصر القديم والحديث ، فالفريق يونس المصري من مواليد 15 أغسطس عام 1959 بمركز جرجا بمُحافظة سوهاج وهو وزير الطيران المدني المصري الأسبق خلال الفترة من 14 يونيو 2018 وحتي 22 ديسمبر 2019 خلفًا للطيار / شريف فتحي وقد شغل قبل توليه الوزارة منصب قائد القوات الجوية المصرية خلال الفترة من أغُسطس 2012 وحتي 14 يونيو 2018 خلفًا للفريق الراحل / رضا حافظ ... حصل الفريق يونس المصري علي العديد من الشهادات والفرق والدورات التأهيلية خلال مسيرتُه الحافلة ومنها بكالوريوس الطيران والعلوم العسكرية وفرقة قدرات تدميرية بالمملكة المتحدة وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وأيضا شهادة إدارة الأزمات من أكاديمية ناصر العسكرية العليا ... وتدرج في العديد من المناصب حتي أصبح قائدًا للقوات الجوية منها منصب قائد سرب جوي ثُم منصب قائد لواء جوى وتلاه منصب نائب لرئيس شعبة العمليات الجوية ثُم منصب رئيس أركان منطقة جوية وتلاه منصب قائد منطقة جوية ومن بعدُه منصب رئيس شُعبة العمليات الجوية حتي وصل سيادتُه إلي منصب رئيس أركان القوات الجوية قبل أن يُصبح علي رأس سلاح الطيران المصري في عام 2012 ... وقد حصل علي العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية ونوط الخدمة الممتازة وميدالية 25 يناير ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى. شارك الفريق يونس المصري المصريين كواحد من قادة القوات المُسلحة ومُمثلًا عن سلاح الطيران المصري بصفتُه قائدًا لهُم بإسترداد الدولة المصرية وانتشالها من أيدى العابثين من جماعة الإخوان المُتطرفين والإرهابيين وذلك بقيام ثورة 30 يونيو وذلك عندما دعت القوات المسلحة كل ممثلى الأمة للتشارك فى وضع خارطة طريق ووضع نهاية لحكم جماعة باغية. في الرابع عشر من يوليو عام 2018 ، تولى الفريق يونس المصري حقيبة الطيران المدني، وفي فترة توليه، شهدت وزارة الطيران تطورًا ملحوظًا على مستوى كافة قطاعات الوزارة، وإنجازات لا يمكن نكرانها. فقد برزت الشرارة الأولى لتلك الإنجازات، فور أدائه اليمين الدستورية أمام السيد الرئيس الزعيم عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتوجهه مباشرة إلى مقر الوزارة، ليعقد اجتماعًا مع كافة القيادات بالشركات القابضة والتابعة لاستعراض العديد من الملفات من بينها ملف تطوير المطارات والملف الأمني داخل المرفق الحيوى ومصر للطيران. ولم يكد ينتهي من إجتماعُه الأول، حتى بدأت بعدها الجولات الميدانية للعديد من المطارات منها مطار القاهرة فجرًا ثم مطار شرم الشيخ ومطار الغردقة، ما يؤكد أن البداية قوية وجادة وكل مرحلة لها رجالها وهذه المرحلة تبشر بانطلاقة الطيران المدنى عالميًا في كافة الأنشطة. وقد شهدت تلك الفترة التي تولي فيها الفريق يونس المصري وزارة الطيران المدني سلسلة من الإنجازات التي قام بها سيادتُه والتي جاءت كالتالي: 1- تطبيق خطة على مستويين والجزء الأول منها تمثل في ترشيد الإنفاق على اعضاء مجالس الإدارة للشركات القابضة والتابعة بنسبة 50%، وإعادة ترتيب أولويات الخط الاستثمارية لتطوير المطارات وأسطول النقل الجوي. 2- زيادة جانب الإيرادات المقدمة من الوزاراة، وترشيد أعداد العاملين بالمكاتب الخارجية لمصر للطيران بما لا يؤثر على الجودة. 3-اعادة هيكلة الشركة القابضة لمصر للطيران ودمج بعض الشركات من خلال الاستعانة بأحد بيوت الخبرة المتخصصة فى مجال التنظيم والادارة. 4- التعاقد مع شركة إستشارية عالمية وذلك لوضع مقترح لإعادة هيكلة المكاتب الخارجية حسب النظم العالمية المتعارف عليها. 5- اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها مواجهة ظاهرة تكدس الركاب والمودعين والمستقبلين في أوقات الذروة بمطار القاهرة من خلال: أ- الاستغلال الأمثل للمساحات المتوفرة أمام صالتى السفر والوصول. ب- استيعاب المودعين والمستقبلين من خلال تزويد المساحات بأماكن الإنتظار ووسائل ترفيهية وشاشات عرض الرحلات. ج- رفع كفاءة الصالة الموسمية من الداخل، وتم تنفيذ توسعات لكامل ساحات الإنتظار لإستيعاب كافة الكثافات المرورية. 6- وضع خطط مستقبلية وإستراتجيات للنهوض بالقطاع ومن أهمها: أ- تعزيز قدرات و تطوير و زيادة الطاقة الاستيعابية بالمطارات المصرية، وبخاصة مطارات الجذب السياحى. ب- توفير كافة سبل الراحة والرفاهية والتأمين للسادة الركاب ومستقبليهم. ج- الاستمرار فى خطة تحديث أسطول الشركة الوطنية مصر للطيران مع وضع خطة مستقبلية لزيادة الأسطول. وفِي النهاية ستظل أسماؤهم محفوره بأحرُف من نور في ذاكرة الوطن أبد الدهر .