سجل لبنان اليوم، الأحد، ثالث حالة انتحار في أقل من يومين على خلفية الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يعيشها اللبنانيون، وتسببت في فقد صبرهم وإقدام البعض على وضع حد لحياته. وفي التفاصيل، جرى العثور على مواطن متقدم في العمر جثة هامدة في منزله الكائن بمنطقة حوش صور بلبنان. وأوضحت الوكالة العامة للإعلام بلبنان، أن المواطن من مواليده عام 1938، مشيرة إلى أن السلطات وجدت بجانبه مسدسا حربيا. وحضرت عناصر من القوى الأمنية إلى مكان الحادث، حيث فتحت تحقيقا لمعرفة سبب الوفاة. ويوم الجمعة، أقدم لبناني على الانتحار بطلق ناري في الرأس في شارع الحمرا، تاركا ورقة رسمية مكتوب عليها "أنا مش كافر.. بس الجوع كافر". وفي اليوم نفسه، عثر على جثة مواطن، يعمل سائقا لحافلة ركاب، مشنوقا داخل شقته في الشوف بجبل لبنان. ويشعر كثير من اللبنانيين بإحباط كبير بسبب ما وصلت إليه البلاد، خصوصا مع عدم قدرتهم على تغيير واقعهم، وعدم استجابة الطبقة السياسية ومن هم في موقع المسؤولية لحاجات الناس ومطالبهم. ثار ارتفاع الأسعار وفقدان الوظائف حالة من اليأس بين اللبنانيين، في وقت حذرت فيه بعض منظمات الإغاثة من تفشي الجوع في البلاد. وظهرت الأوجاع الاقتصادية على السطح، العام الماضي، بعد أن شحت تدفقات العملة الأجنية وانخفضت قيمة الليرة واندلعت الاحتجاجات على الطبقة السياسية. وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 130 ألف شخص فقدوا وظائفهم منذ بداية العام الحالي نتيجة الأزمة الاقتصادية. وتشهد العاصمة بيروت وعدد من المناطق اللبنانية منذ أشهر احتجاجات واسعة على وقع تدهور العملة الوطنية وصعود الدولار ، وتردّي الوضع المعيشي. وكانت السلطات اللبنانية ألقت القبض على مجموعات في 12 يونيو بعد "قيامهم بأعمال شغب" بحسب القوى الأمنية. الرئيس اللبناني ميشال عون كان قد أعلن فى يونيو الماضي أن السلم الأهلي خط أحمر، والمفترض أن يلتقي الكل لتحصينه لأنه مسئولية الجميع، مؤكدًا أن هناك من يستغل مطالب الناس لتوليد العنف والفوضى لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة. هذا ويشهد لبنان يشهد أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع شحّ الدولار وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، وتسبّبت الأزمة بارتفاع معدل التضخم، وجعلت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر. وينعكس الانخفاض في قيمة العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج.