أمي .. سيقتلون أندريس؟! "لا يا صغيري، الناس لا يُقتلون بسبب الأخطاء، الجميع في كولومبيا يُحب أندريس!" .. لم تصدق مقولة الأم لطفلها الصغير الذي كان خائفا على أخيه المدافع الكولومبي أندريس إسكوبار، والذي قتل رميا ب 6 رصاصات من قبل المافيا الكولومبية بسبب تسجيله هدفا خطأ في مرماه، أدى إلى خروج منتخبه من كأس العالم لكرة القدم 1994 في الولاياتالمتحدة. ولد إسكوبار في مارس 1967 في مدينة ميديلن الكولومبية، والتي اشتهرت بجرائم القتل وتجارة المخدرات فضلا عن عصابات المافيا، لكن على الرغم من ذلك واصل تعليمه واختار لعب كرة القدم ليبتعد عن عالم الجريمة وهذه البيئة الدموية، لكنه راح ضحيتها في نهاية المطاف. بدأ المدافع الكولومبي مسيرته الكروية فى عام 1986 فى نادى أتليتكو ناسيونال الكولومبى، وحقق مع الفريق لقب كأس الليبرتادورس، كما حقق الألقاب المحلية، وتخلل رحلته فترة إعارة لنادى يونج بيوز السويسرى موسم 1989 -1990 ليعود ويكمل مسيرته مع أتليتكو حتى اغتياله في 2 يوليو عام 1994، حيث خاض مع الفريق 222 مباراة. الحكاية بدأت بشكل مفاجئ وانتهت نهاية غير متوقعة، حيث نجح المنتخب الكولومبي في التأهل إلى مونديال أمريكا 1994، بعد اجتيازه مرحلة التصفيات بمعجزة لم يكن يتوقعها أحد، حيث وقع المنتخب في مجموعة الموت والتي ضمت الأرجنتين بقيادة دييجو أرماندو مارادونا، والباراجواي وبيرو، فلم يكن يحلم أي كولومبي وقتها بتصدر المجموعة والتأهل في ظل وجود هذه المنتخبات العملاقة. حدثت المفاجأة بالفعل وتصدرت كولومبيا المجموعة كما اكتسحت منتخب الأرجنتين نفسه، المعجزة الكروية التي رفعت طموح وآمال الشعب الكولومبي في تحقيق معجزة أخرى والفوز بمونديال كأس العالم، الأمر الذي راهن عليه تجار المخدرات والمافيا في كولومبيا بأموال طائلة، في ظل السجل المميز الذي حققه الفريق قبل المونديال بالفوز في 25 مباراة من أصل 26 مباراة خاضها. على الرغم من هذه الإنجازات والمعجزات، إلا أن المنتخب الكولومبي أنهى مشواره في المونديال مبكرا في دور المجموعات، بالرغم من وقوعه في مجموعة سهلة مقارنة بمجموعة التصفيات، والتي ضمت أمريكا -صاحبة الأرض - ورومانيا وسويسرا، حيث خسر الفريق أولى مبارياته بالمونديال أمام رومانيا بثلاثية نظيفة، وكانت الأمال معقودة على المباراة التالية مع منتخب أمريكا فكان يكفيه الفوز أو التعادل للبقاء على آماله في التأهل لدور ال16. لم يحدث ذلك وواصل المنتخب الكولومبي مسلسل انهياره بالخسارة أمام نظيره الأمريكي بهدفين لهدف، الخسارة التي تحمل المدافع إسكوبار جزءا منها بتسجيله الهدف الثاني لأمريكا عن طريق الخطأ في مرماه ليقضي على آمال فريقه في المونديال. عاد المدافع الكولومبي إلى مدينته بعد الخسارة المؤلمة، وعقب تنزهه في إحدى الحانات وفي طريقه للمنزل تعرض إلى إطلاق النار من قبل 3 أشخاص من المافيا الكولومبية بواقع 6 رصاصات أطلقوها على جسده وهم يهتفون "جول" مع كل طلقة.