قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله - تعالى- أمرنا ببر الوالدين، وجعله مكافئا لتوحيده- عز وجل-، حتي لمن يدعو إلى الشرك به. واستشهد « جمعة» خلال مداخلة عبر سكايب لبرنامج « من مصر» المذاع على فضائية «cbc» بقوله - تعالى-: « وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ »، ( سورة لقمان: الآية 15). ونبه عضو هيئة كبار العلماء أن توحيد الله وبر الوالدين الأساس الأول لرضا الله - تعالى-، فإذا الإنسان لم يبر والديه فلا يعرف ما يفعله الله به، ولا يعلم ما الذي سيقع فيه وهو غافل بهذه الدنيا ومقتضياتها وترتيب معاشها. اقرأ أيضًا: 8 نصائح من على جمعة عن كيفية بر الوالدين في حياتهما وأكد الدكتور على جمعة، في وقت سابق، أن الإسلام اهتم بالوالدين اهتمامًا بالغًا، وجعل طاعتهما والبر بهما من أفضل القربات، ونهى عن عقوقهما، وشدد في ذلك غاية التشديد. وأفاد « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، أن من معاني البر في اللغة: الخير، والفضل ، والصدق، والطاعة، والصلاح، لافتًا: لا يخفى على كل عاقل ما للوالدين من مقام وشأن يعجز الإنسان عن دركه. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: مهما جهد القلم في إحصاء فضلهما؛ فإنه يبقى قاصرًا منحسرًا عن تصوير جلالهما وفضلهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وركن البقاء لهم. شاهد أيضًا: بر الوالدين في الحياة وبعد الممات.. تعرف على أفضل الطرق وتابع المفتي السابق: لقد بذل الوالدان كل ما أمكنهما علي المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحملا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي؛ وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذى يعطيه الوالدان. وأكمل الدكتور على جمعة: لهذا اعتبر الإسلام عطاءهما عملًا جليلًا مقدسًا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل، وأوجب لهما حقوقًا على الأبناء لم يوجبها لأحد غيرهما حتى إن الله -تعالى قرن- طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده. واستشهد بقوله - تعالى-: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، [الإسراء:23]. شاهد المزيد: علي جمعة: 10 أعمال من بر الوالدين تمنح تأشيرة دخول الجنة وأردف: لهذا ولغيره الكثير جعل الله برهما وطاعتهما من أفضل القربات بعد توحيده- سبحانه وتعالى- وجعل عقوقهما والإساءة إليهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، مشيرًا: يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقرونات بثلاث ولا تقبل واحدة بغير قرينتها (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [التغابن:12]. واسترسل: فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة:43]، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) [لقمان:14] فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه. واختتم: لأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما، والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما بأي أسلوب كان قال الله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء:36] وقال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) [العنكبوت:8] وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان:14].