حذر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من أن العبادات في الإسلام، من صلاة وقيام وصوم وحج وغيرها، إذا لم تستند إلى ظهير خلقي؛ فإنها لا تفيد صاحبها يوم القيامة، وتتركه على أبواب جهنم. واستشهد شيخ الأزهر، في حلقته الحادية عشرة، ضمن برنامجه اليومي في شهر رمضان المبارك، والذي يحمل اسم «الإمام الطيب» والمذاع على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالمرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، لكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها، فلم ينفعها كثرة صيامها وقيامها بشيء في الآخرة، بل ذهبت بكل ذلك إلى النار، وذلك في مقابل المرأة التي كانت تقتصر في عبادتها على صيام رمضان فقط، وعلى الصلوات الخمس المكتوبة، لكنها كانت تحفظ لسانها، وتتصدق ببقايا طعامها، كيف نفعها حسن الخلق وأدخلها الجنة. وأوضح شيخ الأزهر، أن الإسلام بكل ما اشتمل عليه من عقيدة وعبادة وأحكام فقهية، مرتبط بالأخلاق ارتباطا وثيقا، لا نحتاج في بيانه إلا أن نتأمل قليلا بعض آيات القرآن الكريم، وبعض أحاديث النبي صل الله عليه وسلم كقوله تعالى «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر » وقوله «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
وأضاف شيخ الأزهر، أن السمو الأخلاقي مقصد واضح، وغرض أساسي من إقامة أركان الإسلام، والتي هي الصلاة والصيام والزكاة والحج، مؤكدا أن العبادات في الإسلام، ومكارم الأخلاق الإنسانية، وجهان لعملة واحدة، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فالبعد الأخلاقي متغلغل في بناء الإسلام عبادة وشريعة وسلوكا، وهو ما يتضح في قوله - صلى الله عليه وسلم- "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".