يخوض المخرج أمير رمسيس تجربة سينمائية جديدة من خلال فيلم "حظر تجول"، الذي انتهى من تصويره مؤخرا، ولكن الظروف التي تعيشها البلاد وانتشار فيروس كورونا منعت خروجه إلى النور الآن، ولكن أمير على أتم الاستعداد للعرض ويطمح أيضا للمشاركة في المهرجانات العالمية. وعلى الرغم أن اسم الفيلم حينما يتردد على الأذهان للمرة الأولى نعتقد أن أحداثه سياسية، ولكن في الحقيقة هو بعيد عن السياسة ويتتبع قصة فاتن بعد عشرين عامًا من خروجها من السجن، بسبب ارتكابها جريمة مريعة، ويعود الفيلم إلى خريف 2013 بعد قرار حظر التجول بمصر، والذي أجبر فاتن على قضاء ليلتها عند ليلى والتي تعرضها لمحاكمة ثانية بحثًا عن إجابات لأسئلة مسكوت عنها، لتمر الليلة في محاولة كل منهما لتقبل الأخرى. ويشارك في بطولة الفيلم إلهام شاهين وأمينة خليل وأحمد مجدي ومحمود الليثي، والفلسطيني كامل الباشا الحاصل على جائزة أفضل ممثل في الدورة ال 74 من مهرجان فينيسا السينمائي الدولي عن فيلم قضية رقم 23، الفيلم تصوير عمر أبو دومة، مدير فني عاصم علي، تصميم أزياء ناهد نصر الله، مونتاج هبة عثمان، موسيقى تصويرية تامر كروان، إنتاج مشترك بين شركات Red star Films، وS Productions وTeam One Productions وThe Cell Post-production، ومن تأليف وإخراج أمير رمسيس. "صدى البلد" حاورت المخرج أمير رمسيس وحدثتنا عن كواليس الفيلم وأصعب مشاهده، وعلى أي أساس تم اختيار فريق العمل. ما الذي حمسك لتخوض تجربة فيلم "حظر تجول"؟ أظن أن فكرة الفيلم نشأت من إحساس كلوستروفوبيا أو خوف الأماكن المغلقة الذي عشناه في 2011 و 2013 وللأسف نعيشه من جديد، من هاجس أن تكون محبوسًا مع شخص لا ترغب في مواجهته ولا خيار لديك، أظن أنني رغبت في عمل فيلم عن العلاقات التي تحمل الكثير من المسكوت عنه وتحتاج للحظة كهذه لتنفجر وتكشف حقيقتها، اختبار الخط الفاصل بين الحب والكراهية. في ظل الظروف التي تمر بها الصناعة ألم تكن مترددا من التجربة؟ لا بالعكس، الفيلم بدأ يتشكل كمشروع في 2018 وتم تصويره في 2020، وخلال العامين كانت السينما متعثرة، لا أظن أن لدينا خيارا سوى المواصلة في صنع الأفلام وتحديدا تلك التي لا تنتمي للتيار التقليدي، لا تستطيع مواجهة عثرة السينما إلا بالمعافرة لصنع أفلام جيدة رغم الظروف وعدم الاستسلام.
كيف كان اختيارك لفريق العمل؟ بشكل أساسي بناء على السيناريو والذي طرح تخيلا معينا بالنسبة للشخصيات وهناك عامل حبي الشخصي للفريق وارتياحي لهم؛ أحببت العمل مع أمينة خليل سابقًا وكنت راغبا في تكرار التجربة لمرات، وأحترم كثيرًا جرأة إلهام شاهين كممثلة ووفائها الدائم لفن السينما، وكذلك أحمد مجدي، والفنان القدير كامل الباشا الذي رغبت في التعاون معه، ومحمود الليثي بخفة ظله وموهبته التي لم تكتشف كل أبعادها في رأيي، وحتى ضيوف الشرف عارفة عبد الرسول التي كنت بشكل ما "باتلكك" للعمل معها بكل طاقاتها العظيمة أمام الكاميرا، والصديق أحمد حاتم، والمخرج خيري بشارة، أظن أنني لا أستطيع صنع فيلم جيد إلا مع من أحب من الممثلين، قد تكون الكيمياء عاملا أساسيا قبل أي شيء. هل كنت تنوي المشاركة بالفيلم في مهرجانات عالمية؟ كان لدينا بالفعل طموح لهذا ولا يزال موجودا، ننتظر اتضاح الخريطة بعد إلغاء معظم فعاليات العام من مهرجانات لنرى كيف ستسير الأمور.
أحداث الفيلم تدور في ليلة واحدة خلال حظر 2013.. هل استعنت بمشاهدة حقيقية؟ لا، تم تصوير الفيلم بالكامل ما قبل موجة كورونا وحظر التجول، لم يكن ليأتي في خيالنا بأي شكل أننا سنعيش هذا الوضع وأظن أننا لو كنا بدأنا في الحظر الفعلي لما كنت صورت خلاله، كنت سأشعر بشيء من الاستغلال في وضع الممثلين والفنيين في خطر للحصول على مشهد حتى لو كان هناك فرصة سانحة للحصول على تأثير واقعي، كنت سأنتظر بلا شك. هل واجه العمل أي مشاكل في الرقابة أو حذف؟ لم يكن للرقابة أي ملحوظات على الفيلم وخرج منها في وقت قياسي. تؤمن بأهمية السينما ودورها.. فما مقترحاتك للوضع الحالي؟ لا أظن أن هناك ما هو أثمن من حياة الإنسان، أؤمن بأهمية السينما كأي صناعة في حياتنا وليست رفاهية في رأيي، وإن كان الوضع الحالي يفترض أن ننتظر ونتريث حتى نضمن الحفاظ على حياة البشر قبل أي شيء، ربما كانت صناعة أفلام منزلية بشكل ما دون استخدام عدد كبير من الصناع (سينما الموبايل أو غيرها) متنفس للضرورة، ولكن لا أتخيل في مثل هذه الظروف أن ينزل مواطن لمكان تصوير يضم مائة أو مائتين شخص. ما جديدك خلال الفترة القادمة؟ يربطني مع السيناريست الصديق هيثم دبور مشروع سيناريو كوميدي سنبدأ في العمل عليه بعد انتهاء حظر التجول.