بدأت حساسية الربيع بالإعلان عن نفسها مع حلول الربيع. حساسية حبوب اللقاح تصيب 15 % من سكان الدول الصناعية، و30 % من البالغين و40% من الأطفال في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و60% فى حالات الحساسية صعبة العلاج . السكن في الأماكن المرتفعة يزيد فرص الإصابة بحساسية الربيع. تلوث الهواء فى المدن الصناعية يزيد من تركيزات حبوب اللقاح ، حيث تمتلئ المدن بشوارع الأسفلت ، و أسطح المنازل تميل إلى استيعاب المزيد من الحرارة مقارنة بالمناطق الريفية ،مع انبعاثات المصانع ،وعوادم السيارات ،خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون .
تغير المناخ زاد من حبوب اللقاح ، و الاحتباس الحرارى ، و زيادة تركيزات غاز ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى زاد من إنتاج و تركيزات حبوب اللقاح سنويا.من المتوقع أن تتضاعف تركيزات حبوب اللقاح بنهاية القرن ، فالاحتباس الحرارى يتسبب فى إنتاج مبكر لحبوب اللقاح،و زيادة فى فترات تواجدها ، و زيادة فى معاناة مرضى حساسية حبوب اللقاح، و بالتالى التبكير السنوى لمعاناتهم مع حبوب اللقاح.
التغيرات الجوية لها دور هام فى حساسية الربيع كاختلاف درجات الحرارة و الرطوبة ، و سرعة هبوب الرياح والعواصف الترابية. حبوب القاح حبيبات متناهية الصغر ، أشبه بالبودرة الخفيفة،تحمل مايعادل الحيوان المنوى فى الثدييات من ذكور النبات الى أجزاء النباتات المؤنثة، و تنتج مثل الحيوانات المنوية بأعداد تزيد عن الأعداد المطلوبة لضمان التخصيب. تنتج البلايين من حبوب اللقاح سنويًا، يتراوح حجمها من 15 الى 100 ميكرون ، و لا ترى بالعين المجردة ، لكن إذا تجمعت حال خروجها من شجرة مرتفعة ربما نراها كعاصفة ترابية،و هى تخترق الفراغات تحت الأبواب والنوافذ، و تسقط على الملابس والشعر والكتب والجرائد ، والحيوانات المنزلية ،و تدخل البيوت عند فتح الشابيك والأبواب. الرياح السريعة تدفع حبوب اللقاح لأعلى بعيدًا مما يقلل من كثافة وجودها الأرضية .
تختلف الفترة الزمنية لتواجد حبوب اللقاح حسب البلد و الموقع الجغرافى و طبيعة النبات ، و عموما الربيع يغلب فيه حبوب لقاح الأشجار، و الصيف حبوب لقاح الأعشاب ، و الخريف حبوب لقاح الحشائش . تختلف تركيزات حبوب اللقاح خلال العام ، ولربما تختلف عدة مرات فى اليوم الواحد ، و ربما تتسبب فى ظهور أعراض الحساسية فى أوقات مختلفة خلال اليوم الواحد، و يصل لأعلى معدل فى ساعة محددة ويقل بعدها و قبلها، و معرفة هذه الفترات من اليوم تفيد فى الوقاية بتجنب الخروج أو التواجد فى الأماكن المفتوحة خلال الفترات أو الساعات التى يتم تحديدها. الثلج يقللها،و الدفء يزيد من تركيزاتها، ينقلها الهواء الجاف والعواصف بعيدًا بعيدًا . و بشكل عام أعلى تركيز لحبوب اللقاح يكون من الساعة العاشرة صباحًا و حتى الظهيرة . هناك علاقة بين انخفاض التحصيل الدراسى و إهمال حساسية حبوب اللقاح ، بسبب انسداد الأنف أو العطس ، أو حكة و سيلان الأنف المتكرر مما يستتبع قلة النوم ،و قلة جودة النوم ،و النعاس بالنهار ،و الصداع ،و الغياب عن الدراسة ، و السرحان و قلة التركيز و العصبية ، و القلق ، و التنفس من خلال الفم بسلبياته الكثيرة ، خاصة دخول الهواء الى المعدة وانتفاخها ، و دخول الأتربه للشعب الهوائية، و وصول الهواء للرئتين باردًا مما يضيق الشعب الهوائية ، و انخفاض الأكسيجين .
تحمل حبوب اللقاح أنواعا محددة من البروتين يمكنها أن تسبب الحساسية لدى الأشخاص ذوى الاستعداد الوراثى . عند التعرض الأول لحبوب اللقاح يبرمج الجهاز المناعى نفسه على كيفية التعامل معها عند أى تعرض جديد لها ، وتتولد خبرة مناعية فتصبح الخلايا التحسسية على أهبة الاستعداد لأى غزو للجسم بحبوب اللقاح، فتتسلح بمضادات أجسام مناعية تتحسس المسببات ، وسرعان ما تتفاعل معها مناعيًا فتصدر الأوامر للخلايا التحسسية لإطلاق مواد كيمائية تنذر الجسم بدخول مسببات الحساسية. تسبب هذه المواد الكيمائية ظهور أعراض الحساسية المقلقة، لكنها بمثابة وسائل مشروعة للجهاز المناعى للتخلص من مسببات الحساسية، بالتخفيف من تركيز حبوب اللقاح بالدموع مثلًا،أو زيادة إفراز المخاط كفخ مناعى طبيعى فى الأنف أو الصدر، أو لطردها خارج الجسم بالعطس أو بسيلان الأنف أو العين أو الكحة . يسبب ذلك إرسال رسالة لتحذير الإنسان فيتحرك بعيدًا عن مصدر حبوب اللقاح ، أو يضطر للذهاب للطبيب، و تناول الأدوية وبالتالى الحفاظ على الحياة.
تعرض الحوامل لكميات كبيرة من حبوب اللقاح يزيد من فرص الاستعداد للحساسية فى الأجنة . من الأهمية حماية الرضع من التعرض المبكر لحبوب اللقاح لأنه يسبب ربو الأطفال فيما بعد .
للوقاية من حساسية حبوب اللقاح ، يجب تجنب الخروج وقت هبوب حبوب لقاح ، و تغطية الأنف بماسك ، و ارتداء نظارة واقية تحمى العين ، و غسل الوجه والشعر والأنف عدة مرات يوميا ، و تناول الأدوية الموصوفة لعلاج الأعراض، و الإلتزام بالعلاج الوقائى للإقلال من أزمات الحساسية.
