لقد استخدم الإنسان الميكروبات كسلاح بيولوجي ليهلك الحرث والنسل وقد شهد التاريخ منذ القدم احداث كثيرة استخدمت فيها بعض انواع الميكروبات وما نجم عنها من موت الآلاف من البشر, ومنها: استخدم الرومان جيف الحيوانات الميتة لتلويث مياه الشرب التي يستخدمها العدو, والتتار قام باستخدام المنجنيق لقذف جثث مصابة بالطاعون إلى داخل حصون أعدائهم في منطقة البحر الأسود, والأسبان قاموا بمخالطة المصابين بأمراض معدية مع السكان المحليين خلال حملاتهم ضد أميركا الجنوبية, والجيش البريطاني نشر وباء الجدري بين الهنود الحمر من خلال مشاركتهم بطانيات لمرضى مصابين بهذا المرض, واليابان قامت بتجارب واسعة النطاق باستخدام أنواعًا مختلفة من الميكروبات إضافة إلى إطلاقها أعدادًا هائلة من الجرذان الحاملة للطاعون على سكان احد المدن الصينية, وهجمات الجمرة الخبيثة 2001م في الولاياتالمتحدة وذلك من خلال أرسال خطابات تحتوي على غبار الجمرة الخبيثة, وكان اخرها في 2008 م , حيث اتهم الرئيس الزيمبابوي الحكومة البريطانية باستخدام الكوليرا كسلاح جرثومي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص للإطاحة بنظامه. وخلال السنوات القلائل الماضية حدثت بعض انواع الفاشيات لبعض انواع الميكروبات حيث نجح الانسان في السيطرة عليها وباقل الخسائر, ولكن في يومنا هذا وحتى اللحظة لازال العالم في صدمه من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد حيث وانه يحمل جينات مغايره عن اقرانه من السلالات الاخرى في نفس الجنس مثل سلالة السارس وسلالة الشرق الأوسط وغيرها وقد اطلق العلماء على هذا الفيروس اسم كوفيد 19, ولم يحدد المصدر الرئيس لتفشي هذا الوباء وفيما اذا حدث بشكل عفوي ام انه بفعل فاعل! وعلى النقيض من ذلك فان الميكروبات كانت ايضا سببا في ايقاف عدد من الحروب دامت بعضها لا كثر من مئة عام ومثال على ذلك مرض الطاعون الذي تسببه اليرسنية الطاعونية, فقد ساهم في ايقاف الحرب بين فرنسا وبريطانيا والتي سميت بحرب المئة عام, كما ان الطاعون أيضا أوقف الحملة الفرنسية بقيادة نابليون على حدود مدينة عكا. إن فيروس كورونا قد اخترق التحصينات لأعتى الدول واكثرها تطورا وتكنولوجيا وجعل اكثر من مليار شخص حول العالم محبوسون في منازلهم تحت مسمى الحجر الصحي, بالإضافة الى انه لم يسلم من هذا الفيروس حتى زعماء العالم. واليوم ونحن نجابه هجوما شرسا من فيروس كورونا اما ان الأوان لهذا الفيروس ان يوقظ ضمير الانسانية العالمية ويوقف الاقتتال والحروب والدمار.... أما آن له ان يوحد الأمة وان تتضافر وتتكاتف الجهود من أجل التنسيق لمحاربته وصد ذلك الهجوم الذي ارعب العالم أجمع..... فهل سيكون فيروس كورونا سببا في نشر المحبة والسلام والوئام والإخاء والعيش المشترك في هذا العالم ؟...... هذا ما نأمله.... ونسأل الله تعالى السلامة للجميع.