هي مهنة قديمة في مصر تعتمد في الأساس على الذوق والفن في خلط الزيوت العطرية بنسب معينة لإنتاج قارورة من العطر، وقد تكون كليوباترا في العصور القديمة هي من أشهر الملكات المصرية التي شهد لها الجميع بأنها استخدمت تركيبات عطرية ذات رائحة أنثوية رائعة. واختلفت أحوال تلك المهنة عبر العصور في مصر، تندثر فترة ويحييها المصريون فترة أخرى، ولكن امتهنها الكثيرون، ومع مرور الزمن وارتفاع أسعار العطور الأجنبية، اتجه البعض إلى محلات تركيب العطور للحصول على نتيجة مشابهة من العطور العالمية ولكن بتكلفة أقل. رصدت عدسة صدى البلد محلات العطور في الحسين التي تضم أقدم المحلات التجارية، حيث تجد المكان يتوارثه أجيال من الأب للابن للحفيد، وهكذا. وخلال مرورنا بأحد الشوارع لفت انتباهنا الروائح الذكية المتناثرة في المكان، لنجد أن أكثر من محل لتركيب العطور يفوح منه مزيجا من الروائح الجميلة التي تستوقفك لثوان لاستنشاقها ، ومنها قررنا التعرف على أحد صناع تركيبات العطور. "انا هنا من سنة 2000"، هكذا بدأ محمود أيمن، صانع العطور في منطقة الحسين حكايته في مهنة تركيب العطور، مؤكدا أنها كانت فكرة تراوضه منذ الطفولة إلا أنه لم يعمل في ذلك المجال من البداية.. ولكنه بدأ في صنع بعض التركيبات وبيعها في المنزل، وبدأ المشروع يجني ثماره وفتح مشروعه في المحل الذي اشتراه منذ 20 عاما تقريبا. أوضح "أيمن" أن تركيب العطور يحتاج بعض الفن في النسب قد تزيد نسبة عن الأخرى فتختلف الرائحة، وكل عطر يجب أن يوضع بنسبة معينة لأن هناك عطورا معينة رائحتها لاذعة يستوجب تخفيف لذعتها، وأخرى خفيفة يجب إضافة بعض المستحضرات لإعطاء نتيجة مقبولة منها. من جانبه أكد صاحب محل تركيب عطور أن المواطنين البسطاء لهم الحق في التعطر ولكن الماركات أسعارها مرتفعة للغاية، وقد تصل إلى آلاف الجنيهات، فيكون تركيب العطر هو الحل الوحيد أمامهم، قائلا: "الناس بقت تهرب من أسعار البرفانات الغالية عن طريق التركيب". بمرور الزمن أصبحت محلات تركيب العطور لها ثقل وأهمية كبيرة في الشارع المصري، فالكل يتجه إليها الغني والفقير، فهي تمتاز بوجود كل أنواع العطور في أي وقت وبتكلفة بسيطة لا تحتاج إلى مئات الجنيهات لشراء قارورة عطر.
