زوجان لم يتوقعا أن يرزقا بأول مولود لهما مصابا بمتلازمة داون، كانت صدمة في بداية معرفتهما بحقيقة مرضه، لكن سرعان ما تداركا الأمر واستجمعا قوتهما لمعرفة كيفية التعامل معه بدون أن يشعر باختلاف. تربية الوالدان لابنهما محمود عادل صاحب ال 25 عاما، بطريقة سوية منذ صغره كان لها دور كبير في نجاحه، لم ينكرا وجوده وقررا حينها بذل قصارى جهودهما لإثبات وجوده في المجتمع "هنعافر معاه بكل قوتنا" كما قالت والدته ل«صدى البلد». ولحسن الحظ ساعد الأم مجال دراستها في الخدمة الاجتماعية في معرفة كيفية التعامل معه، فقبل أن تلد محمود كانت دائما ما تزور مؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة كجزء من التدريب العملي للكلية، وكان يلفت انتباهها أطفال "ساندروم" وكيفية التعامل معهم، وحين أتى محمود استرجعت كل تفاصيل دراستها وقررت إلحاقه في سن مبكر بمدارس ومراكز مناسبة لقدرته الاستيعابية. قررت والدة محمود أن يمارس رياضة في سن مبكر ووقع اختيارها على السباحة، حيث بدأ ممارستها في الرابعة والنصف من عمره، وواجه في البداية صعوبات كاندماجه مع باقي الأطفال، فضلا عن خوفه من المياه، فاقترح المدرب أن يتدرب محمود بمفرده وبمرور الوقت تغلب على مخاوفه، وبعد عامين أصبح سباح بشكل احترافي، حتى حقق المركز الثاني في أول بطولة جمهورية سباحة 50 مترًا في سن 8 سنوات. توالى فوزه بالبطولات بعدها، حيث حصد 4 ميداليات في بطولة العالم للسباحة التي أقيمت في اليابان عام 2011 (ميداليتين ذهبيتين وواحدة برونزية والأخيرة فضية)، كما حصل على بطولة الجمهورية في التنس الأرضي لعام 2019 في اليونان، وفاز ب 3 ميداليات في أمريكا، حتى تفاجأ الجميع بقدرات محمود غير العادية، وتحقيقه لأحلام ظنها البعض مستحيلة.
