بتبني فلسفة الكرة البراغماتية والواقعية حقق فريق ساحل العاج البطولة الأولى في تاريخ الإيفواريين في منافسات الكان نسخة عام 1992، بالرغم من أنهم لم يكونوا من قائمة المرشحين للتتويج بلقبها؛ لكنهم حصلوا على أول كأس افريقية لهم بعد نهائي مثير أمام غانا حسمته ركلات الترجيح التي كانت الأطول في تاريخ البطولة. وفي حكايات أفريقيا، نجول لنسرد قصص القارة السمراء مع لعبة كرة القدم، وذكريات بطولات أمم أفريقيا منذ نشأتها، في سلسلة يومية يقدمها موقع صدى البلد الإخباري وذلك علي مدار أيام ال"كان" رقم 32 والتي تستضيفها مصر خلال الفترة الحالية والتي انطلقت يوم 21 من شهر يونيو وحتى 19 يوليو. "في الماضي لعبنا كرة قدم مسلية ، لكننا عدنا إلى ديارنا دون الكأس"، كانت هذه كلمات مارسيال يوي المدير الفني لفريق ساحل العاج أثناء البطولة، وهو بالفعل ما عكس نهج الافواريين في المنافسة الذين لعبوا فيها بواقعية شديدة حتي وصولهم للنهائي والتتويج بالبطولة، حيث أنهم لم تتلقي شباكهم أي أهدف خلال مشوارهم بالمنافسة. بدأت ساحل العاج مشوارها في دور المجموعات في مجموعة ضمت فرق الجزائر والكونغو (كانت المجموعة تضم ثلاثة فرق فقط حينها) ونجح منتخب كوت ديفوار في الفوز علي محاربي الصحراء في اللقاء الأول ثم التعادل مع الكونغوليين في اللقاء الثالث، ليتصدروا المجموعة بثلاثة نقاط ( كان الفائز حينها يحصل علي نقطتين وليست ثلاثة كما هو الآن)، حتي صعدوا للدور الثاني لمقابلة فريق زامبيا في دور ال8. وحقق فريق ساحل العاج الفوز علي زامبيا في مباراة دور ال8 بهدف نظيف، ثم ضرب الايفواريين معاد مع الفريق الكاميروني العنيد والذي، والذي وصل لدور ال8 بكأس العالم 1990 بإيطاليا في إنجاز غير مسبوق بقيادة أسطورتهم روجيه ميلا، حيث كان يعيش الأسود الكاميرونيين أزهي عصورهم الكروية تلك الفترة. وفي لقاء قبل النهائي، نجح الفريق الإيفواري المقاتل في الوصول باللقاء إلى ركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي والإضافي، ثم أقصت كتيبة مارسيال يوي منتخب الكاميرون عبر ضربات الجزاء الترجيحية والتي انتهت بنتيجة 3-1 لصالح كوت ديفوار. وجاء الموعد لخوض النهائي من أجل التتويج الأول لمنتخب ساحل العاج بكأس الأمم الأفريقية في تاريخه؛ لكنه وقع أمام منتخب غانا الذي عد أبرز مرشحي التتويج بتلك النسخة من الكان الأفريقية، وخاض الغانيون النهائي بدون نجمهم الكبير عبيدي بيليه والذي غاب عن اللقاء بسبب الإيقاف. وبنفس سيناريو الذي عاني منه الكاميرون أمام صلابة الدفاعات الإيفوارية، وصلت المباراة النهائية بين غانا وكوت ديفوار لركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي وتبعه الإضافي بالتعادل السلبي بين الفريقين. وخلال ضربات الحظ، خاض الفريقان ماراسون كبير ولحظات مثيرة في ضربات الجزاء والتي وصلت عدد الركلات فيها إلى 24 ركلة في أطول ركلات ترجيح بتاريخ بطولة أمم أفريقيا، حيث سدد ال11 لاعبا من الفريقين بما فيهم حراس المرمي، حتى فاز منتخب كوت ديفوار في النهاية بنتيجة 11-10، ليتوجوا بالكأس الغالية في مفاجأة كبيرة قادتها فلسلفة الواقعية لمنتخب الأفيال.