وصف طوم روجان، وهو كاتب رأي في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي لدى موقع "واشنطن إكزامينر"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه رجل متغطرس يفتقر للاستقرار العقلي؛ لذا يصعب عليه تقبل هزائم انتخابية محرجة. ويقول روجان إن الرئيس التركي يصعب عليه تقبل تلك الهزيمة لأنه ينظر إلى اسطنبول على أنها المدينة التي رأس بلديتها، وتمثل قلب خطته السياسية الدينية لإعادة تشكيل المجتمع التركي، مؤكدا أن تلك النتيجة بمثابة توبيخ لأردوغان، وتقويض لمصداقيته الشخصية. وفي الواقع، تشبه الخسارة في اسطنبول ما يوازي خسارة مرشح رئاسي ديمقراطي ولاية كاليفورنيا أو مرشح جمهوري ولاية تكساس. ويبدو أن خطة أردوغان لإبطال إرادة سكان المدينة باءت بالفشل، فعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الموالية لأردوغان تحاول التلاعب بالنتيجة، إلا أن لا شيء كفيلا بإخفاء الحقيقة، القائلة إن هذه هزيمة كبيرة لزعيم يكره أية خسارة، بحسب ما ذكر "روجان". وأضاف كاتب المقال أن ما يخشاه أردوغان حقا هو ما تعكسه هذه النتيجة، ما يعني، توجها تركيا متزايدا للانصراف بعيدا عن حزب العدالة والتنمية وسلطة أردوغان الفاشلة، مشيرا غلى أنه على الرغم من أن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ما زالا يحظيان بدعم شعبي، إلا آن الهزيمة في اسطنبول تعد مؤشرا على أن التغيير قادم، ورأى أنها لحظة كاشفة ضد سلطة فاشلة اتسمت بتدهور اقتصادي وفوضى سياسية، ووحشية واسعة النطاق. ويرى الكاتب أنه يحق لأردوغان أن يكون خائفا لأنه ليس زعيما مميزا على غرار مصطفى كمال أتاتورك، الرجل الذي تزين صورته موقع المجلس الأعلى للانتخاب. واليوم هب ما تبقى من مؤسسات ديمقراطية تركية، عجز أردوغان عن تقييد صلاحياتها، للدفاع عن حق الأتراك في محاسبة الحكومة.
