"إكرام الميت دفنه".. لعل هذه العبارة تسمعها بين الحين والأخر، والتى مفادها أن الدفن واجب تكريمي للإنسان فور وفاته، ولكن هل لك أن تتخيل أن تظل جثتك تجوب العالم على مدار 20 عامًا، دون أن يواريها الثري ؟. بالفعل حدثت هذه القصة مع رجل ألمانى توفي على متن سفينته فى عرض البحر، في اتجاه ساحل باروبو في جزيرة سوريجاو ديل، إحدى جزر الفلبين، وظل منذ عام 2009 لم يشاهده أحد قط، ولم يسمع عنه منذ عام 2015، حتى تم اعتباره فى عداد المفقودين. اكتشفت قصة الكابتن المكتوفي والذى يدعي مانفريد باجورت، على يد اثنين من الصيادين كانا فى رحلة صيد، حتى شاهدا اليخت الأبيض المحطم، وبداخله جثة قائده والتى عرفاها من صوره المعلقة على جدران اليخت مع زوجته وابنته نينا. ويبدو من وضعية القبطان المتوفي أنه مات بسبب الإجهاد من رحلة طويلة، أو بسبب عاصفة، حيث يجلس على كرسيه ورأسه على ذراعه بينما يمسك يجهاز الراديو، وربما كان بحاول إجراء أخر اتصال به لينقذ حياته. كما عثر الصيادان على خطاب بجوار مانفريد، كتبه لزوجته المتوفية بسبب السرطان، جاءت كلماته:"ثلاثون عامًا كنا معًا على نفس الطريق، ولكن قوى خارجة عن إرادتنا فارقت بيننا، لقد ذهبتي ولكن روحك لازالت معي.. ارقدي بسلام.. حبيبك مانفريد". ولم يظهر على جثة الرجل أى علامات عنف، الأمر الذى دفع الصيادين لإبلاغ السلطات وتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وتبين أن سبب الوفاة نوبة قلبية أصابت الرجل قبل 7 أيام من العثور على جثته. يذكر أنه تم تسليم جثة القبطان لابنته نينا، ثم قامت بحرق جثة ولدها فى حضور بعض الأقارب، ومن ثم احتفظت ب رماد رفاته، وتمنت أن يجتمع بوالدتها بعد فراق دام سنوات.